تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم فى الفترة ما بين 27 و 29 ديسمبر الحالى اعمال المجلس الوزارى للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين برعاية الرئيس السودانى عمر البشير وبرئاسة وزير الصناعة السودانى الدكتور جلال الدقير رئيس المجلس الوزارى للمنظمة بحضور الامين العام للجامعة العربية وعدد من وزراء الصناعة العرب. وأوضح المدير العام للمنظمة طلعت بن ظافر فى تصريح له بالرباط ان الاجتماع سيبحث اقرار استراتيجية التنمية الصناعية العربية فى صورتها النهائية قبل عرضها على القمة العربية القادمة فى الجزائر.. مضيفا ان اجتماع الخرطوم يأتى تنفيذا لقرارات قمة تونس والذى كلف فيه المجلس الوزارى للمنظمة باستكمال اعداد مسودة استراتيجية التنمية الصناعية قبل نهاية العام الحالى من اجل تعزيز القدرة التنافسية الصناعية العربية وتحقيق التكامل الصناعى العربى فى مختلف مجالات الصناعة وكذلك وضع الاليات اللازمة لتنفيذها. وأشار ابن ظافر الى ان الدراسات التى قامت بها المنظمة اثبتت انخفاض معدل نمو الانتاج الصناعى قياسا بمعدل نمو القيمة المضافة للصناعات التحويلية من 4 بالمائة خلال التسعينات من القرن الماضى الى 1 بالمائة عام 2002 وكذلك انخفاض مساهمة الانتاج الصناعى فى اجمالى الناتج القومى العربى حيث بلغ 13 بالمائة خلال التسعينات مقابل 30 بالمائة لدول شرق اسيا و المحيط الهادئ و 22 بالمائة للاتحاد الاوربى و 21 بالمائة لدول امريكا اللاتينية والكاريبى بالاضافة الى تدنى التجارة العربية البينية فى المنتجات الصناعية والتى لم تتجاوز 13 بالمائة من الواردات و 6 بالمائة من الصادرات مقارنة ب55 بالمائة وحوالى 60 بالمائة لدول الاتحاد الاوروبي. وشدد المدير العام للمنظمة على ان الواقع الصناعى العربى الحالى يستوجب اعادة النظر فى السياسات الاقتصادية المعنية خاصة الصناعية منها لتنمية القطاعات المؤثرة فى الصناعات العربية واهمها قطاع الصناعة التحويلية وتطوير مؤسسات العمل العربى المشترك لتحقيق تنسيق وتكامل صناعى عربي. وأوضح ابن ظافر ان استراتيجية التنمية الصناعية العربية تتضمن بنودا تتعلق بالمنطلقات والمبادئ والاهداف العامة والمهام والاساليب والبرامج المقترحة لتنفيذها والمتابعة والرصد كما اقترحت الاستراتيجية تنفيذ خمسة عشر برنامجا خلال السنوات العشر القادمة بتكلفة اجمالية قدرها 75ر28 مليون دولار. وقال ابن ظافر أن استراتيجية التنمية الصناعية تنطلق من كونها جزءا من الاستراتيجية العربية المشتركة للعمل الاقتصادى والاجتماعي.. كما أخذت فى الاعتبار واقع الصناعة العربية وكذلك التحديات والتطورات المتسارعة فى مفهوم العولمة وثورة المعرفة والتكنولوجيا كما تعالج الاستراتيجية جوانب القصور فى الصناعة العربية. وسيناقش جدول اعمال اجتماع الخرطوم تقييم عمل المنظمة فى ظل هذه الاستراتيجية بناء على تكليف المجلس الوزارى تسع دول عربية لاعداد دراسة تقييمية لعمل المنظمة وقد أظهرت هذه الدراسة حسب المدير العام للمنظمة تطورا ملحوظا فى اداء عمل المنظمة حيث ثمنت القمة العربية بتونس الدور الذى تقوم به المنظمة فى جميع مجالات عملها.