في حركة كوميدية رصدتها أعين الأسرة جميعاً ونحن نتسوق في أحد المجمعات التجارية الكبرى صباحاً حيث الهدوء, تمكن أحد عمال النظافة من الانقضاض على عربة للحلويات تتبع لإحدى الشركات الخاصة بالأغذية والتمور وفتح الدرج البلاستيكي في حركة خاطفة تمكن خلالها من الهرب بعيداً وهو لا زال يمارس عملية الكنس والتنظيف بمقشته رغم أن يديه كانتا محملتين بكل ما لذ وطاب من التمر والبسكويت... الغريب أن عيوننا رصدت حركته الجريئة ورغم أنه كان ينظر لنا إلا أنه كان واثقاً في قرارة نفسه بأننا لن (نفتن عليه) لدى الموظفين المسئولين عن البيع وهما اثنان كانا مشغولين بالحديث ولم يفطنا إلى صوت الدرج وهو يغلق بقوة! ومثل هؤلاء في مجتمعنا كثير, يرون أن المال السائب ذريعة كبرى للسرقة, فنحن أغنياء وفلوسنا كثيرة كما يقال.. لذا لا بد من اقتناص الفرص إن سنحت!.. وعليكم تتبع الصحف لتروا القضايا الكثيرة والتي جل أبطالها من العمالة الوافدة, فمن محطات البنزين والغش في التعبئة, إلى إعطائك مبلغاً ناقصاً إذا لم تكن من الحريصين على عد المتبقي من نقودك!.. هذا عدا السرقة في المشاريع التجارية الصغرى منها أو الكبرى, فمن محلات البقالة الصغيرة وبسطات الفاكهة إلى المؤسسات الكبرى والتي قد يسيل لعاب البعض من هؤلاء على ذلك المال السائب, فيهرب بأموال المساهمين أو المودعين!.. أو قد يبيع البعض منهم- كما قرأنا في إحدى الصحف مؤخراً- حمولة الشاحنات والناقلات لمصلحته الشخصية ومن ثم يهرب بعيداً في أرضنا الواسعة ليترك الكفيل محتاراً ومصدوماً لثقته التي أولاها لمثل هؤلاء الخائنين, ولم ينس أحدهم أن يتصل بكفيله ليعلمه بعد أن شعر بتأنيب الضمير بأنه خارج البلاد, لكن شاحنته تقبع في المكان الفلاني! إن المال عديل الروح كما يقال في أمثالنا الشعبية, ولكي لا يحدث مالا تحمد عقباه, هل يتوخى أرباب العمل الحذر في من يأتمنونه على أموالهم الطائلة وتجارتهم؟؟.. وإن كان من الأفضل أن يتابع صاحب التجارة أعماله أولاً بأول كي لا يصبح (على الحديدة)! وحينها لن ينفع الندم.