تزايدت ظاهرة العمالة السائبة العاملة في تجميع وبيع الحديد الخردة بالمنطقة الشرقية، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل أصبح عملاً منظماً تقوم به هذه العمالة بدءاً بجمع الحديد واستقبال البضاعة ثم التفاوض مع الزبائن على سعر الكيلو بالجملة، وليس مهماً معرفة مصدرها، سواء عثروا عليها مهملة في شوارع الأحياء أم كانت مسروقة، المهم كسب المال بأي وسيلة ما دامت ترضي الطرفين وتحقق رغباتهما - على حسب قولهم -وهم يبيعون الحديد للسعوديين وغيرهم. وقد تحدث ل "المدينة" هايزرون رجب وهو أحد تجار الخردوات "وافد" قائلا: أنا أقوم بتجميع الحديد الذي يتركه المواطنون في الشوارع باعتباره غير صالح للاستعمال، وأقوم بجولة على مدن الشرقية يومياً أرصد خلالها أماكن تواجد الخردة وأقوم بإبلاغ زملاء لي بها وهي عادة تكون بعيدة عن الدمام والخبر والظهران والقطيف، ومن ثم ينتشرون لجمعها وبعد ذلك تبدأ عملية الوزن والرص قبل أن تحمل الى شركات كبيرة تتعامل مع الحديد الخردة والمستعمل عن طريق الشاحنات، ويتم عملية توزيع المبالغ المحصلة على الافراد الذين عملوا فيها بالتساوي, كما نستقبل خردة الحديد والنحاس من شباب مراهقين يقومون بجمعه بطريقتهم ومن ثم نفاوضهم على السعر. وأضاف: منذ 15 سنة وأنا أعمل في هذه المهنة التي استطعت أن أكسب منها مبالغ كبيرة جداً، والسعوديون غائبون عن هذا الكنز "تجميع الخردوات والسكراب"، ذلك أن المهمة ليست سهلة إذ يبدأ عملي من بعد أذان الفجر الى السابعة مساء يومياً. وعند سؤالي له عن الكفيل، قال: كفيلي يتقاضى مبلغ 500 ريال شهرياً وأنا المسؤول عن كل شيء من سكن وتجديد إقامة وغيرهما. إشتريت بيتاً ومزرعة أما صديقه عبدالتقى والذي يعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات فيقول: هي مهنة مربحة، فقد استطعت شراء بيتٍ ومزرعة في بنجلاديش من الأرباح التي أحصل عليها. التجار وافدون وعلى مقربة منا كان هناك شباب سعوديون أبدوا تذمرهم من وجود عمالة وافدة تبيع وتشتري في هذه "المهنة الذهبية"، منهم محمد الخالدي الذي تحدث ل "المدينة" قائلاً: نحن شباب ليس لدينا وظائف نشتكي من العماله السائبة التي تضايقنا في هذه المهنة بدون وجهة حق، فأنا وأصدقائي نجمع الحديد ونبيعه لتجار الخردة السعوديين بأسعار جيدة ونكسب مبالغ طيبة في نهاية الشهر، ولكن المفاجأة ان أغلب التجار من العمالة السائبة ونضطر للبيع لهم لأنهم يدفعون أكثر، ونحن لا نستطيع ايصال ما لدينا إلى شركات الحديد لانها لا تتعامل معنا كوننا غير معروفين لديها. أما سعد العنزي فيقول: نبيع السكراب والحديد والخردوات على العمالة السائبة لأنها تدفع لنا الكثير من المال، والحقيقة أنهم مسيطرون على هذا السوق بالشرقية, والسعوديون دائماً يفاوضوننا على السعر وهو ما يضطرنا للإتجاه إلى العمالة الوافدة لأنها لا تسأل عن أي شيء وتشتري بطريقة منظمة تحفظ حقوق الطرفين. و قال سعود المالكي وخالد المالكي: أثناء بناء منزلنا كنا نفقد الكثير من الحديد وأسلاك الكهرباء المسلكة داخل الجدار، واضطررنا إلى الإستعانة بحارس وبعد ذلك توقفت السرقة. ونحن نطالب المسؤولين في الدوريات الامنية بأن تحقق مع كل من يقوم بتجميع الحديد لمعرفة مصدره ونقل العاملين في هذا المجال الى الموقع الرئيسي لسوق الخردة وليس كما نراه اليوم منعزلين عن الحراج في أماكن متفرقة حيث يقومون بجولات على الاحياء لتجميع الحديد والسكراب من داخل المنازل التي تحت الإنشاء. ----------------------- الجوازات: حملاتنا مستمرة للتأكد من الالتزام بالسجلات الأمنية أكد المقدم زياد عبدالوهاب الرقيطي الناطق الاعلامي لشرطة المنطقة الشرقية أن هناك تواجداً أمنياً بمحلات بيع الخردة، وحملات مستمرة على هذه المواقع للتأكد من عمل تلك المحلات ومدى إهتمامها بالسجلات الأمنية التي تعنى بتوثيق معلومات الأشخاص من الباعة ومواصفات الأشياء المباعة، وتم رصد عدد من الحالات الأمنية والتعامل معها وفق الانظمة والتعليمات. كما أن هناك تنسيقاً مع الجهات المعنية بمتابعة هذه المحلات مثل أمانة مدينة الدمام، فرع وزارة التجارة، والجوازت ممثلة بإدارة الوافدين للتأكد من نظامية المواقع والعاملين بها كل على حسب اختصاصه.