أهو الإفلاس الفكري.. يدفع ببعض الكتاب لنشر (هرطقة) تسمن فراغ زواياهم في عملية أشبه بصف الكلمات التي يقوم بها طلاب المرحلة الابتدائية؟! أم هو الإنتفاخ الثقافي يسول لهم تمرير أفكارهم (المغرضة) وهم يضحكون على سذاجة القراء وسطحيتهم! وربما يساند هذه وتلك رغبة في التصدر الصحافي على حساب جراحات الأمة والمجتمع!! أحد هؤلاء الكتاب بلغ حدا في الاستهانة بعقلية من يسمح له وقته بأن يمر على أسطره المبطنة..! ليظهر لنا عبر هذه الجريدة في صبيحة يوم خميس بمقالته المعنونة (أبواب الهوى)! وكما يقولون عن علاقة المكتوب وعنوانه.. بات جليا أن الربط هنا في محله! حضرة الكاتب المحترم.. حاول عبر تلك (الأسطر الهزلية) أن يوصل لنا فكرته (الجهنمية)! أن الغزل والمعاكسات وكل أنواع (المسخرة) بين الشباب والبنات هي وسيلة هذه الشريحة (المتوهجة) من شبابنا (المثقف) في تطهير مجتمعنا من لوثة الإرهاب!!! وبالتالي صار (الترقيم) بمثابة (غصن زيتون) تحمله تلك الثلة من الشبيبة!! لا أدري هنا.. أأعجب من الفعل السقيم ذاته أم من التفسير والتبرير الذي يفوقه سقما وقرفا!! لكن لا عزاء للأخلاق مادام من يتحدث عنها هؤلاء!!. ويبدو أن لعبة (التمرير) راقت لهذا الكاتب لذلك طالعنا بمقالة مؤخرا بعنوان (من الذي جاء بالأمريكان؟) وهو هنا في الحقيقة لم يأت بلحن جديد.. إذ كان (اللحن الكتابي) جاهزا ومطروحا في الأسواق الإعلامية! ينتظر من قلمه فقط أن يرفع عقيرته لكي يستمر الرقص على الجراح!!! وهو هنا لا يختلف عن شريحة عريضة من الكتاب ارتأت أن تضطلع بدور (المبشرين) بعهد الطغيان الذي يسمونه تحضرا وتحريرا وتمازجا ثقافيا مستميتين في (تلميع) و (ترقيع) وجه عمهم سام! ولا يفوتهم أبدا أن يعزفوا السيمفونية المستهلكة عن التطرف والإرهاب، لكن يبدو أن حروفه خانته هذه المرة فلم يستطع (تسبيكها) بشكل يوافق (المنطق) مهما كانت علته! فهو في خضم ولعه بالاستنقاص من المقاومة العراقية خلط كل الأوراق والأحداث فصارت الأسطر مهلهلة بشكل يستفز الضحك! تبقى الكلمة.. أمانة.. يفرط فيها من لا يدرك قيمتها! وقد تهوي به إن خانها سبعين خريفا! .