وصل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى العراق امس الثلاثاء تحميه طائرات هليكوبتر أمريكية من نوع بلاك هوك في استعراض سياسي مفاجيء لرفع معنويات الجنود البريطانيين ولدعم الانتخابات العراقية التي تجري الشهر المقبل. وبعثت زيارة بلير برسالة تحديا لمواطنيه غير الراضين عن الوضع في العراق وهو الامر الذي يحتمل ان يخفض الهامش المتوقع أن يفوز به في الانتخابات التي تجري العام المقبل. وحين زار الرئيس الامريكي جورج بوش العراق قبل عام مكث في مطار بغداد الدولي الا أن بلير اختار ان يذهب مباشرة الى المنطقة الخضراء بوسط بغداد على متن طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز بوما. وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد علاوي قال بلير: نحن نقف الى جانب أنصار الديمقراطية ضد الارهابيين .. أيا كان رأي الناس بشأن النزاع الاصلي فان البريطانيين أمة لا تهرب. ويتكرر استهداف المقاتلين للمنطقة الخضراء في بغداد والتي كانت يوما المجمع الرئاسي للرئيس السابق صدام حسين. وتضم المنطقة الان مقر الحكومة العراقية والسفارتين البريطانية والامريكية. وبعد زيارة بلير لبغداد وهي الاولى توجه في طائرة الى منطقة البصرة التي يديرها البريطانيون ليلتقي مع قواته هناك. واعتبر أن قلة تقف وراء أعمال العنف. واضاف للصحفيين في مؤتمر صحفي في بغداد: من الواضح جدا بالنسبة لي ان الشعب العراقي هنا ايضا لن يتخلى عن هذه المهمة. وسوف يمضون قدما. وقال بلير وعلاوي ان الانتخابات ستجري في موعدها رغم تصاعد اعمال العنف ومقتل ثلاثة من مسؤولي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية يوم الاحد ومقتل 66 في هجومين انتحاريين بسيارتين ملغومتين بمدينتي النجف والكربلاء يوم الاثنين. وقال علاوي: لن ينتصر .. أعداؤنا. واجتمع بلير مع كبار المسؤولين الامريكيين في بغداد لكنه كان أكثر تأثرا بمحادثاته مع المسؤولين عن الانتخابات. وقال انه أبلغهم أنهم أبطال العراق الجديد الذي يتشكل حاليا لانهم أناس يخاطرون بحياتهم كل يوم كي يضمنوا حصول شعب العراق على فرصة لتقرير مصيره بنفسه. واعترف بلير بالمخاطر التي تحيط بالانتخابات وصعوبة كبح اعمال العنف. وقال: الجميع يدرك أن أعمال العنف ستستمر بعد الانتخابات. هناك ارهاب ولكن لا يفتقد الناس الرغبة في المشاركة في الانتخابات... امل ان تساهم الانتخابات في تحقيق درجة أكبر من الامن. وسئل بلير عن شعوره ازاء زيارته لبغداد فأجاب: يمكن ان تستشعر الخطر الذي يحيط بالمقيمين هنا. واشاد علاوي بدور لندن في العراق وبالجنود البريطانيين الشجعان، كما وصفهم. وارسلت لندن نحو 45 الف جندي للمشاركة في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في مارس اذار 2003 ومنذ ذلك الحين قلصت قواتها الى نحو 8500 ومعظمهم في الجنوب حول البصرة. وقال بلير وهو يصافح الجنود ويتحدث اليهم اثناء غروب الشمس في ثاني اكبر المدن العراقية: يمكنكم ان تفخروا بالمهمة التي تقومون بها. وقوبل بلير بحفاوة من الجنود البريطانيين ولم تتكرر الشكاوى العلنية التي أحرجت وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في زيارته للاجتماع مع القوات الامريكية في العراق. واعتذر بلير لاولئك الجنود الذين يفتقدون اسرهم في عيد الميلاد لكنه قال: يا الهي .. انها مهمة تستحق القيام بها.