سمعتها تبسلم وتحوقل وقد اطرقت رأسها وتؤرجحه أحيانا ذات اليمين وذات الشمال .. قلت لها: خيراً إن شاء الله؟ قالت يااخيه الا تكتبين خاصة وانكن أيتها الكاتبات تصل أصواتكن إلى المسؤولين وأولي الأمر بكل سهولة ويروعني أن تكتب إحداكن مايؤثر في النفوس ويزيل المعاناة وينير الطريق .. قلت لها: وهل قصرنا .. هانحن نحاول تلمس معاناة الإنسان ونسعى للكتابة عنها والتنبيه لها والله الهادي ولكن أيتها الصديقة ما الذي لفت انتباهك وآلمك وتريدين منا شحذ (سن) أقلامنا والكتابة عنه وعلاج أو ترميم ماانصدع منه .. قالت: الذوق العام .. قلت نحن مجتمع مسلم ومن أولويات مهام شريعتنا مسألة الذوق العام وماالنظافة وستر العورة وإماطة الأذى عن الطريق وحتى السواك إلا احترام ومداراة للذوق العام .. قالت: ولكن كثيراً من الناس أهملوا وأضاعوا هذا الطريق القديم وهذا النهج السليم الذي تحسدنا وتغبطنا عليه كثير من الأمم الأخرى قلت: إن وراء هذا الحوار العاصف حكاية وربما حكايات فهيا هات ماعندك .. قالت: نعم صدق حدسك، بالأمس كنا في واحد من أجمل وأضخم المجمعات التجارية بالمنطقة الشرقية ودخلنا أحد المقاهي العائلية المغلقة لتناول بعض المشروبات وكانت بجانبنا مجموعة من النساء متحلقات حول إحدى الموائد ينفثن الدخان وتتعالى أصواتهن وضحكاتهن بصورة مخزية وكأنهن فاقدات للإحساس بالزمان والمكان بلا مبالاة أو إحترام للمكان العام الموجودات فيه الذي يضمهن وغيرهن من العائلات التي استهجنت هذا الفعل فنهض البعض وجلس البعض على مضض يلوك الصبر لعل وعسى أن يشعرن ولكن لا حياة ولا مراعاة أو احترام لمكان عام ولا لذوق عام ولا (جابن خبر) وعندما نفذ صبري اقتربت منهن وقلت مخاطبة إحداهن: ياأخواتي قليلاً من الهدوء وأخفضن من أصواتكن مراعاة للآداب العامة وعندما تكن في منازلكن لا بأس أفعلن ما بدالكن والله يعين الجدران والجيران ثم عدت إلى حيث كنت جالسة مع بعض الأقارب بالكاد نهمس لبعضنا.. وسمعت إحداهن تتساءل بخبث عما كنت أقصد ثم تتعالى ضحكاتهن من جديد ساخرات من تصرفي بعد أن أجابت إحداهن أن مطلبي خفض الصوت .. هذه واحده والأخرى أن أحدهم أمسك بآلة تصوير وأخذ يصور بعشوائية كل منظر يراه أمامه من البشر والجمادات فسارعنا للابتعاد عن ضوء (الفلاش) وبحثت عن واحد من حراس الأمن لأخبره عله ينقذ الموقف ، لأن ما أعرفه أن التصوير ممنوع داخل المجمعات التجارية وأماكن الترفيه ، وقد بحثت بجد عن رجل أمن ولكن للأسف لم أجد أحداً من رجال الأمن قريباً من المكان ..!!! .. هذه الحوادث أيتها الكاتبة أنقليها للمسؤولين كما رويتها لك وماهي إلا جزء يسير مما يصادفنا وبصورة متكررة كلما خرجنا للتنزه أو لقضاء بعض الحاجيات والمزعجات كثيرة من أخبثها البصق على الطرقات والتجول بملابس البيت والعبث بالمرافق العامة والكتابة على الجدران!!