كلنا يعلم مهما لفق الملفقون وأفتى المفتون أن أمريكا محتلة للعراق وهي تعترف بذلك، وكلنا حتى الحمقى فينا نعلم أيضا أن حجة التفتيش عن الأسلحة ثبت فشلها بعدم وجودها في العراق، فإن كان الرئيس العراقي بكل هيلمانه وُجد في حفرة تحت الأرض فكيف بأسلحة ضخمة الأحجام؟ لكن كلنا لم نعلم بعد، ما علاقة احتلال العراق بتفجيرات 11سبتمبر التي لم يكن فيها عراقي واحد، ولم نعلم تماما ماذا كانت تعني أميركا بعبارة(تحرير العراق) حتى رأينا هذا التحرير بأعيننا. حررتهم من ملابسهم فأخذ جنودها اللقطات التذكارية على الأجساد العارية المتراكمة في سجن أبوغريب، حررتهم من النفط فلم يغادر بريمر العراق إلا وفضيحة اختلاسات بعشرات المليارات تطل خجولة عبر بعض الأعمدة الصحفية، وحررتهم من الأمن فانتشر الإجرام والفتن. وأخيرا حررتهم من أعضاء أجسادهم وهي تصحب فرق الأطباء خلف جنودها أثناء القتال، ليلتقطوا من الجرحى قبل الموت عينا من هنا وكلية من هناك لتُرسل لقوائم الانتظار في أميركا، وجندت في ذلك العراقيين أنفسهم لمعاونتها على انتزاع الأعضاء بأسعار تبدأ من 40 دولارا للكلية و25 دولارا للعين. قد نتساءل كيف جرت أمام عين العراقي حالات سلب ونهب طالت في النهاية عينه وقلبه ورئتيه وكل ما كان يأمل بأن يتنفس به هواء الحرية المزعوم؟. حين فرغت الأحداق من العيون وبُقر البطن عن كلى وخلافه، قال المخدوعون من العراقيين ان الأميركان يمثلون بجثثهم، وقال الأميركان انهم يسحبون الجثث لسيارات خاصة لتعقيمها قبل دفنها خشية انتشار طاعون، لكن مصدرا عسكريا أوربيا سرب للزميلة (الوطن) شيئا من رواج تجارة مربحة لأعضاء الأجساد العراقية في أميركا، كما أوردت بتاريخ السبت 6 ذو القعدة 1425ه الموافق 18 ديسمبر 2004م العدد (1541). ألم يكفها النفط؟ هذا السؤال نخطه بمرارة على أكبر لوحة قماشية منسوجة بجراحنا، لنرفعه في وجه أميركا المنزوع من كل شيء.