لاشك ولاجدال في أن الشرقية أحلى مكان بالدنيا (من يقدر يقول غير هذا؟) وذلك في نظرنا على الأقل نحن الذين نبتنا فيها وتعودنا على جوها وهدوئها وطيبة أهلها ورقي تعاملهم ( أقدع ناس) .. وحتى سنوات قريبة كانت الدمام والخبر وغيرهما من أقل المدن ازدحاما بالبشر و السيارات فجأة وجدنا الزحمة تشلنا وتخطفنا ... وأصبح المشوار الذي نريده يستغرق ضعف الفترة الزمنية التي كان يستغرقها سابقا وإذا كان لديكم سائق أندونيسي أو هندي قليل خبرة وخواف يستغرق المشوار ثلاثة أضعاف فترته .. ومما زاد الطين بلة الفكرة العبقرية التي ألهم بها عباقرة التخطيط العمراني والحضري في الأمانة والتي أغلقوا بها قلب الدمام وغيروا اتجاهات الطرق فيها تحت ذريعة تطوير المنطقة المركزية "السوق" لتقليل الازدحام فزادوا الأمر سوءا (وما شفنا شي تغير) بل أصبحت الطرق المحيطة أكثر ازدحاما وارباكا( طبعا لا توجد تهيئة للناس ولا دراسة للاحتمالات والبدائل .. فجأة وبقدرة قادر تجد كل شي أمامك قد تغير وعلى السائق أن ( ينثبر) ويتابع الأسهم داخل المتاهة حتى يفرجها ربك ويعود للطريق اللي تبيه) ومن زين التخطيط والتنسيق بعد.. أن بدىء في عمل الأنفاق والكباري على طريق الملك فهد في نفس الوقت فأكملوا الناقص وزادوا المعاناة ومن يرد أن يتذوق طعمها فعليه أن يمر حاليا بوسط الدمام خصوصا في المساء (أما أوقات الذروة فهذا موال آخر يحتاج إلى مقالة مستقلة) ليتعلم فن الصبر والوقوف في الاشارة لمرات متعددة تكفي لتتصفح جريدة أو كتابا ......ومع كل "هالخنبقة والبربسة" التخطيطية والعمرانية تجد أن الأمانة في واد والجهات المعنية في واد آخر ..مثلا مع كل هذا الازدحام كان ينبغي التنسيق بين الأمانة والمرور لوضع ضباط مرور وليس جنودا فقط عند الإشارات جميعها أو على الأقل تلك التي أصبحت بمثابة عنق الزجاجة وتغص بالسيارات في طوابير طويلة ومملة وكأننا في القاهرة وليس في الدمام وذلك لتنظيم السير طالما بقي الحال على ماهو عليه (وربنا يعين نتحمل حتى تنفرج الأزمة).. ولا يكفي وضع جندي من هؤلاء الذين يجلسون في سياراتهم أو تجدهم واقفين والجوالات في أيديهم (يهاتفون كوفي عنان لحل قضية فلسطين) وماهم دارين عن هوى دار الاشارة والازدحام أمام أعينهم ..المشكلة أنا سمعنا أن هذه المعاناة ستبقى ثلاث سنين!!! هل هذا صحيح.؟؟. دي تبأى كارسة ياهريدي ..