وقد كانت تحمل مفاهيم مختلطة بسبب ما ينقله الإعلام المعادي للإسلام من تشويه مقصود ثم تمكنت من معرفة الحقيقة الناصعة لهذا الدين العظيم فأعلنت إسلامها بمكتب توعية الجاليات بالجبيل من خلال القسم النسائي وتقول عائشة: سبقني زوجي إلى الإسلام أثناء تواجده للعمل في إحدى الشركات بالمملكة بينما كنت حريصة أشد الحرص على تطبيق تعاليم الهندوسية بانتظام حيث أذهب إلى المعبد وأقدم القربان، أما الإسلام فكنت أنظر له نظرة عداء لكثرة ما نسمع عنه عبر وسائل الإعلام المعادية والتي تصف المسلمين بأنهم غير مسالمين ويهينون كرامة المرأة مما جعلني استهجن إسلام زوجي بادئ ذي بدء. ولكن رويداً رويداً بدأت أشعر بالفروقات الكبيرة بين الهندوسية والإسلام لشدة إلحاح زوجي وصبره في تعليمي الدين الإسلامي من خلال شرح آيات القرآن الكريم والحديث عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما واجهه من صعوبات أثناء دعوته، مع عقد مقارنات بسيطة بين الهندوسية والإسلام ولكنه عندما قرأ علي سورة (الماعون) شعرت بعظم مدلولاتها وتأكيدها على حق اليتيم والمسكين مع الحث على العطاء والبذل للفقراء والمساكين. ولأني يتيمة الأبوين ولم أجد مثل هذه الآيات في الديانة الهندوسية التي تحث على الاهتمام بالأيتام والفقراء، فلماذا ينبذ هذا الدين بتعاليمه السمحة وآياته العظيمة ... وهكذا فقد بدأت بالابتعاد عن الهندوسية ودور العبادة رويداً رويداً واتخذت قراري باعتناق الدين الإسلامي. وعن شعورها الآن تقول عائشة: أنا الآن سعيدة جداً حيث أستطيع تأدية العبادات بكل سهولة ويسر بلا وسيط بيني وبين الواحد الأحد وتستغرب عائشة مما يروج عن الإسلام والمسلمين في الإعلام الغربي بينما لم تجد في المملكة سوى الأمن والأمان وفوجئت بالناس الطيبين الذين فتحوا لهما قلوبهم ومنازلهم بكل محبة وألفة. ووجدت الناس في الأسواق العامة والأماكن الترفيهية مسالمين ولا يؤذون أحداً على الإطلاق. وقد بدأت عائشة بدراسة التوحيد والفقه والصلاة في القسم النسائي بمكتب دعوة الجاليات بالجبيل وأدت صلاة التراويح مع الجماعة في المسجد وهي تشعر براحة تامة لأن العبادة مباشرة وخالصة لله وحده وليس فيها تقديم القربان للآلهة من أموال وورود وهدايا، كما أنها أدت مناسك العمرة ورأت الكعبة المشرفة للمرة الأولى مما أثلج صدرها حيث رأت آلاف المسلمين يؤدون شعائرهم في روحانية وطمأنينة مما أثر فيها كثيراً. وتتأسف على حال أقربائها الذين أصبحوا أكثر عداء وقسوة معها ومع زوجها بعد إسلامهما. وتتمنى أن يدخل ابنها وابنتها في هذا الدين العظيم خاصة أنهما متزوجان ولديهما أطفال. مضيفة أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الصبر والمجابهة وفي ختام حديثها قالت عائشة بانرجي: سأبذل قصارى جهدي للتفقه في الدين الإسلامي حتى أكون سنداً لزوجي في الدعوة لهذا الدين العظيم ونحن نعتزم أداء مناسك الحج خلال هذا العام بإذن الله.