صوت مجلس الأمن، بعد ظهر أمس السبت، بالاجماع على قرار يطالب نظام بشار الأسد برفع الحصار عن المدن في سوريا ووقف الهجمات والغارات على المدنيين، وتسهيل دخول القوافل الانسانية، وحظي القرار بالإجماع بعد أن تراجعت روسيا عن تهديدها باستخدام الفيتو ضد المشروع الذي قدمته أستراليا ولوكسمبورغ والاردن بدعم من بريطانياوالولاياتالمتحدة، ووافقت عليه أخيرا روسيا، وحمل الرقم 2139، لكن ثمة دبلوماسيين يشككون بفاعلية هذا القرار في غياب عقوبات لاجبار النظام السوري على تنفيذه، رغم أنه أول قرار يصدر بالإجماع من مجلس الأمن بشأن سوريا منذ اندلاع الثورة الشعبية فيها في آذار/ مارس 2011. ويدعو القرار “جميع الأطراف (النظام والثوار) إلى الرفع الفوري للحصار عن المناطق المأهولة” وبينها حمص ومخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق ومنطقة الغوطة في ضواحي دمشق. وأكد أن “تجويع المدنيين تكتيك حربي تحظره القوانين الانسانية الدولية”. كما طلب مجلس الامن “من كل الاطراف التوقف على الفور عن شن اي هجوم على المدنيين.. وبينها القصف الجوي خصوصا استخدام البراميل المتفجرة”، في اشارة مباشرة الى نظام الأسد الذي يقصف الشعب السوري ببراميل الموت المحملة على المروحيات. ويطلب القرار “من كل الاطراف وخصوصا السلطات السورية، بان تسمح من دون تأخير بالدخول السريع لوكالات الاممالمتحدة وشركائها، وحتى عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود”. وتطالب الوكالات الانسانية منذ فترة طويلة بالسماح لها بالدخول عبر الحدود السورية؛ لتوزيع مساعداتها. وهي ترغب بالتمكن من ارسال مساعداتها مباشرة من العراقوتركيا من دون المرور بدمشق، الامر الذي لا تزال السلطات السورية ترفضه حتى الان. ومطالب مجلس الامن تتوجه “الى كل الاطراف” إلا انها تستهدف بشكل خاص نظام الأسد الذي تم تذكيره بأنه يتحمل مسؤولية حماية السكان المدنيين. وتمت مناقشة مشروع القرار بالتفاصيل مع روسيا، التي سعت إلى إزالة انتقادات قاسية الى النظام. حظي القرار رقم 2139 بالإجماع بعد أن تراجعت روسيا عن تهديدها باستخدام الفيتو.. وثمة دبلوماسيون يشككون بفاعلية هذا القرار في غياب عقوبات لاجبار النظام السوري على تنفيذهولا يتضمن القرار امكانية فرض عقوبات بشكل آلي، إلا انه يترك الباب مفتوحا امام التحرك لاحقا بحق المخالفين. وبناء على اقتراح من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، سيكون بامكان مجلس الامن “اتخاذ اجراءات اضافية في حال عدم تطبيق هذا القرار”. إلا انه في هذه الحالة سيكون مجلس الامن بحاجة لقرار جديد مع موافقة روسيا. وشكك عدد من الدبلوماسيين بفعالية هذا القرار. وقال احدهم: “سنحاول جعل هذا القرار عمليا. وفي حال رفض النظام تنفيذه، فان الروس قد يعارضون اية ضغوط عليه”. ولارضاء موسكو ندد قرار مجلس الامن ب”زيادة الهجمات الارهابية” في سوريا، مع العلم ان النظام السوري يؤكد ان الحرب في سوريا هي “ضد الارهابيين”. وسبق ان اصدر مجلس الامن قرارا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر 2013 يطالب بدخول آمن للمساعدات الانسانية الى سوريا الا انه بقي حبرا على ورق. وفي وقت سابق أمس، أعلن البيت الأبيض ان الرئيس باراك اوباما اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة؛ لمناقشة العديد من الازمات العالمية من بينها الحرب الأهلية في سوريا والمحادثات الجارية بشأن البرنامج النووي الايراني والعنف في اوكرانيا. واضاف البيت الابيض أنه بشأن سوريا تحدث الزعيمان عن المحادثات الرامية الى التوصل لحل سلمي للحرب وضرورة "تمسك (الحكومة السورية) بالتزاماتها بالتخلص من برنامج الاسلحة الكيماوية السوري." وقال انهما ناقشا ايضا"المخاوف بشأن الازمة الانسانية والحاجة لقرار قوي من مجلس الامن الدولي بشأن هذه المسألة." وقد استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية، وشهدت خلال الساعات الماضية تصعيدًا على جبهة دمشق. حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة السبت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر في شمال شرق دمشق. ويشهد حي جوبر تصعيدًا عسكريًا منذ التاسع من الشهر الحالي عندما قتل ما لا يقل عن 32 عنصرًا من قوات النظام في عملية تفجير ضخمة نفذتها، بحسب المرصد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«ألوية الحبيب المصطفى». وقال المرصد: إن سبعة مقاتلين قتلوا الجمعة نتيجة قصف بالطيران الحربي وبقذائف الهاون. في ريف العاصمة نفذ الطيران الحربي السبت خمس غارات جوية على مناطق في مدينة يبرود ومحيطها في منطقة القلمون التي تشهد معارك ضارية في محاولة من قوات النظام لاستكمال السيطرة عليها. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية كونها صلة وصل بين محافظتي ريف دمشق وحمص في وسط البلاد. الأكراد و«داعش» سيطر مقاتلون اكراد فجر السبت على بلدة استراتيجية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا بعد معارك عنيفة مع «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وقال المرصد في بريد الكتروني: «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي بشكل كامل على بلدة تل براك الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، عقب اشتباكات عنيفة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب مبايعة لها بدأت في وقت متأخر من ليل أمس (الجمعة)، واستمرت حتى فجر السبت». وأشار الى مقتل عدد من مقاتلي الطرفين من دون تحديد الحصيلة. ويسعى الاكراد الى بسط سيطرتهم على المناطق التي يقطنون فيها في شمال وشمال شرق سوريا، وابقائها خارج سيطرة القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما تسعى «داعش» الى اقامة منطقة نفوذ خالصة لها في المنطقة الحدودية مع تركيا، وصولًا الى ريف حلب الشمالي. الكيماوي في لاهاي، رفض ممثل الولاياتالمتحدة في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تمديد المهلة المحددة لدمشق للتخلص من ترسانتها الكيميائية لمدة مائة يوم. كانت السلطات السورية ابلغت المنظمة أخيرًا انها ستنتهي من اجلاء 1200 طن من العناصر الكيميائية المصنفة من الفئتين الاولى والثانية بحلول نهاية مايو، وهو امر كان يفترض انجازه بموجب الخطة الاساسية التي اقرتها المنظمة ووافقت عليها دمشق، قبل ذلك بأكثر من ثلاثة أشهر. وظهر خلال الاجتماع الذي عقده المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة، ميل لدى الصينوروسيا وإيران بقبول الطلب السوري، بينما اصرت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة.