تدخل دورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم في الدوحة مرحلة شبه حاسمة اليوم فتصطدم قطربالعراق الجريح فيما تبحث عمان (القوية) عن التأهل المبكر عبر بوابة الامارات في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى التي تقام منافساتها على استاد جاسم بن حمد في نادي السد.واستنادا الى نتائج الجولة الاولى في المجموعتين معا، يمكن اعتبار التكهنات في هذه الدورة ضربا من الخيال، ويصح تسميتها حتى الان بدورة (الغرائب) داخل المستطيل الاخضر، فالامارات تقدمت على قطر 2-صفر حتى الدقيقة الاخيرة ثم دخل مرماها هدفان، وعمان صدمت العراق بثلاثة اهداف واهدرت مثلها قبل ان تتلقى شباكها هدفا. وفي المجموعة الثانية ايضا صمد اليمن امام البحرين المرشحة القوية لاحراز اللقب وانتزع منها تعادلا مفاجئا 1-1، وحولت الكويت تأخرها امام السعودية الى فوز في ربع الساعة الاخير 2-1. واذا كانت المباريات الافتتاحية تعطي المدربين واللاعبين عذرا لسوء الاداء والنتيجة، فان الجولة الثانية لا تسمح باي تبريرات حيث يمكن لمنتخبات حسم تأهلها الى نصف النهائي مبكرا او توديع دائرة المنافسة في الوقت ذاته، وبالتالي فان الحسابات ستكون اكثر جدية. كان يمكن اطلاق تسمية (مباراة الجريحين) على لقاء قطروالعراق اليوم لولا استفادة القطريين من ثغرتين دفاعيتين وانتزاع نقطة ثمينة جدا من الامارات في الجولة الاولى جعلت الامر بالنسبة الى اصحاب الارض اخف وطأة ومنحتهم دفعة معنوية للمباراتين القويتين امام العراقوعمان. لكن النواحي المعنوية والنفسية لا يمكنها ان تنعكس على مجمل اداء المنتخب القطري الذي كان متواضعا في مباراته الاولى ولم تظهر عليه علامات المرشح لاحراز اللقب على ارضه وبين جمهوره كما فعل سلفه في الدورة الحادية عشرة عام 1992 الذي اهدى قطر لقبها اليتيم في الدورات الخليجية حتى الان، علما بان "العنابي" من الركائز الاساسية التي ارست انطلاق هذه البطولة حيث يشارك فيها منذ الدورة الاولى في البحرين عام 1970. فالمباراة لا تقبل القسمة على اثنين، قطر تريد تحقيق الفوز لتعزيز فرصتها في التأهل الى الدور الثاني، والعراق يسعى لاستعادة هيبته بعد الخسارة المؤلمة التي مني بها امام عمان واحياء امله في امكان المنافسة على احدى البطاقتين، وذلك في مشاركته الاولى بعد غياب 14 عاما. ولا شك ان المدربين دونا نقاطا مهمة لمواجهة اليوم، فالبوسني جمال الدين موسوفيتش يدرك جيدا ان العراقيين سيقدمون افضل ما عندهم للبقاء في دائرة المنافسة وبالتالي عليه ترتيب خطوطه الخلفية لعدم تلقي شباكه هدفا مبكرا يصعب الامور كما في المباراة الاولى امام الامارات، كما انه يملك ورقة مهمة يجب ان يستفيد منها تكمن في الثغرات الواضحة في الدفاع العراقي. من جانبه، يتعين على العراقي عدنان حمد ترك غضبه على لاعبيه جانبا والتركيز على معالجة الخلل الكبير الذي ظهر في خط الدفاع وكاد يتسبب بهزيمة تاريخية، كما ان لاعبي خط الوسط افتقدوا الدقة في التمرير فغابت خطورة المهاجمين تلقائيا. يوسف مصبح