أصابت نتائج تصويت برلماني في ولاية ساكسونيا صوت فيها نائبان من أحزاب مخالفة لصالح الحزب الوطني الديمقراطي المتطرف المؤسسة السياسية بالولاية الواقعة في شرق ألمانيا بصدمة. ففي ردهات ومكاتب مجلس برلمان الولاية في درسدن ثمة سؤال واحد يتردد في الاونة الاخيرة (من هما؟) بمعنى من هما النائبان اللذان صوتا الآن مرتين إلى جانب عشرات من ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي. ويخشى السياسيون من تضرر سمعة الولاية الواقعة في شرق ألمانيا التي تضررت بالفعل عندما حصل الحزب الوطني الديمقراطي الالماني الذي يروج لاراء مناهضة للاجانب على 12 مقعدا في انتخابات الولاية التي جرت في سبتمبر الماضي. جاءت الضربة الاولى للمؤسسة السياسية في 10 نوفمبر عندما صوت البرلمان لصالح التصديق على رئيس الوزراء جورج ميلبرادت (من الاتحاد المسيحي الديمقراطي) لرئاسة تحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين. وكان ميلبرادت قد أخفق في الحصول على الاغلبية المطلقة المطلوبة في الجولة الاولى للتصويت عندما انضم نائبان - أيا كانا- في التصويت لصالح مرشح الحزب الوطني الديمقراطي أوف ليخسنرج. ثم فاز زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي بالتصويت عليه في الجولة الثانية للتصويت حيث يحتاج الامر لاغلبية بسيطة. لكن الضرر كان قد وقع حيث بدأت حكومة ميلبرادت فترة حكمها في ظل سحب من الشك تتعلق باتجاهات الجناح اليميني في الولاية. ثم حدثت نكسة ثانية مطلع ديسمبر بنفس الاسلوب. ففي تصويت سري للتصديق على مرشح الاتحاد المسيحي الديمقراطي فريدريك دي هاس في موقع المسئول الخاص بالولاية عن قضايا الاجانب تبين مرة أخرى وجود 14 صوتا معارضا (12 من الحزب الوطني الديمقراطي واثنان من أحزاب أخرى). وكانت النتيجة في غاية الحرج بالنسبة لميلبرادت لانها جاءت بعد يوم واحد من خطاب في البرلمان حذر فيه من الحزب الوطني الديمقراطي مدينا إياه بشدة بسبب (شعاراته الضحلة والغوغائية). وبعد التصويت الاخير امتلأ البرلمان بالشكوك بشأن هوية النائبين اللذين انضما إلى جانب الحزب الوطني الديمقراطي. وقد دعي النائبان للتقدم والكشف عن هويتهما. وصرح دي هاس لراديو ام دي آر 1 أن ان او قائلا ( أن أسلوب الضرب السري لن يؤدي إلا إلى خلق أجواء من عدم الثقة. وهذا ليس أمرا طيبا). ويشعر السياسيون بالقلق بشأن آثار هذا على صورة ساكسونيا في الخارج. فآخر شىء تريده الولاية التي تتواجد على أرضها مصانع الكترونيات وقطع غيار السيارات وأجهزة الكمبيوتر وشركات أخرى هو أن تنطبع في الاذهان عنها صورة الولاية اليمينية المناهضة للاجانب. وعانت ساكسونيا من مشكلات في الماضي مع عناصر النازيين الجدد وحليقي الرؤوس وكان أكثرها شهرة جماعة تدعى (حليقي الرؤوس سويزرلاند) في إشارة إلى منطقة جبلية في الولاية كانت تهاجم الاجانب وتروج لاراء عنصرية. بيد أن هذه العناصر كانت ينظر إليها دائما على أنها جزء من الجماعات المتطرفة المعروفة وليس حزبا من الاحزاب السياسية الرئيسية. إلا أن النظرة تغيرت عندما فاز الحزب الوطني الديمقراطي بآرائه الخرقاء والمتعصبة المناهضة للاجانب في انتخابات ساكسونيا التي جرت في 19 سبتمبر الماضي بنحو 9 في المائة من أصوات الناخبين ليتمكن من دخول البرلمان لاول مرة. ومن الاشخاص الذين يشعرون بقلق عميق إزاء الضرر الذي لحق بصورة ساكسونيا فولفجانج تيفنسي عمدة ليبزج وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي لان ليبزج هي المدينة الالمانية المرشحة لاستضافة دورة الالعاب الاوليمبية عام 2012. وقال ان الامر المثير للحنق على وجه الخصوص أن النائبين لم يكشفا عن هويتهما بعد. وأضاف تيفنسي وبهذا الاسلوب فإن الاحزاب الديمقراطية برمتها صارت عرضة للشك.