على هامش أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفكر العربي الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية بداية شهر ديسمبر الحالي والتي امتدت أربعة أيام، التقت (اليوم) مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، الذي علق على دعوات التغيير والإصلاح في العالم العربي، وإصلاح منظمة الأممالمتحدة، بالإضافة إلى القضايا التي تشغل الرأي العام في المنطقة العربية وعلى رأسها الوضع المتفجر في العراق، والقضية الفلسطينية. وفيما يلي اهم ماجاء في اللقاء: @ معالي الأمين العام أنتم في مراكش وشاركتم في المؤتمر الثالث للفكر العربي وموضوعه (العرب بين ثقافة التغيير أو تغيير الثقافة)، في رأيكم هل بات التغيير اليوم ضرورة ملحة في العالم العربي؟ * التغيير ضرورة ليس فقط في العالم العربي، بل في مختلف بقاع العالم، فالتغيير مطلوب في أمريكا اللاتينية في أفريقيا، في آسيا، بل حتى في بلدان العالم المتقدم. المطالب الامريكية @ لكن إذا كان التغيير عند الآخرين مطلبا داخليا، فإنه في العالم العربي كثيرا ما يربط بالمطالب الخارجية خاصة من قبل الولاياتالمتحدة؟ * في الواقع هذا غير دقيق لان الدول العربية بدأت تفكر في التغيير قبل بروز المطالب الأمريكية, بل إن مطلب التغيير ليس فقط مطلبا أمريكيا بل مطلبا دوليا. فقرارات الأممالمتحدة تنادي بالتغيير. إذن من الخطأ أن نقول أن التغيير هو مطلب أمريكي, بل هو أيضا مطلب عربي داخلي وملح, وثانيا ان التغيير غير مقصود به العالم العربي أو الإسلامي وحده بل العالم ككل. @ تحتضن الرباط منتدى المستقبل الذي سيجمع عددا من البلدان العربية والإسلامية ببلدان مجموعة الثماني المصنعة, في نظركم ما أهمية هذا الملتقى؟ * حتى الآن ليس مفهوما ما المراد من هذا المنتدى (منتدى المستقبل). إلا أنه يجب أن نرحب بكافة المؤتمرات, لأننا من خلال المؤتمرات والندوات نستطيع أن نتحاور. وأن نناقش وأن نوضح موقفنا. @ دعنا ننتقل من الإصلاح العربي إلى موضوع إصلاح المنظمة الدولية. في الآونة الأخيرة تعالت الأصوات من أجل إصلاحها حتى تصبح أكثر ديموقراطية فهل عمل الأممالمتحدة تنقصه الديموقراطية؟ وما الأجهزة المرشحة أكثر من غيرها لكي تطالها يد الإصلاح؟ * لا شك في أن الأممالمتحدة في حاجة إلى الديموقراطية، وكما نطالب بدمقرطة الدول والأنظمة، يجب أن نطالب بأن تخضع الأممالمتحدة لنظام ديموقراطي، ويجب أيضا أن تكون العلاقات الدولية خاضعة لنظام ديموقراطي، فكما أننا ندافع عن الديموقراطية الوطنية، يجب أن ندافع عن ديموقراطية عالمية. @ في ربيع السنة الماضية قامت امريكا بغزو العراق عسكريا نتج عنه الإطاحة بنظام كان معترفا به دوليا دون الرجوع إلى الأممالمتحدة. في رأيكم هل العالم ما زال في حاجة للأمم المتحدة بعد كل هذا التجاوز؟ * لاشك أن التدخل الأمريكي في العراق كان مخالفا للقانون الدولي, لأنه تم دون موافقة مجلس الأمن, نتج عنه مرور الأممالمتحدة بأزمة غير مسبوقة في تاريخها. ولكن أستطيع أن اقول ان الأممالمتحدة مرت في تاريخها بعدة أزمات في الفترة بين 1945 و2004 استطاعت التغلب عليها. من هنا فأنا متفائل وأرى أن الأممالمتحدة سوف تستطيع التغلب على هذه الأزمة، كما تغلبت على الأزمات السابقة. @ من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العربي حاليا، قضية احتلال العراق، ما الوصفة التي يمكن بها إعادة الاستقرار للعراق؟ * أنا أضيف إلى ذلك أن أهم قضية بالإضافة إلى القضية العراقية هي الفلسطينية, بالنسبة للعراق فرأيي بسيط يتمحور حول إعطاء الشعب العراقي حقه في التصرف في أموره وتسييرها, فهو الذي يستطيع أن يعرف كيف يعالج مشاكله, وكيف يمكنه أن يصل إلى نوع من الوفاق بين كافة الأطراف المعنية في العراق. @ كأمين عام سابق للأمم المتحدة، أعمال العنف الجارية في العراق كيف نصفها، مقاومة أم إرهابا؟ * عفوا لا استطيع الاجابة عن هذا التساؤل لا شك في أن أعمال العنف قد تضعف صورة العراق في العالم الخارجي. ومصلحتها تتحدد في أن تتغلب على هذه الأعمال حتى يستطيع الشعب العراقي أن يكون هو المسؤول عن اتخاذ قراراته. @ فيما يخص القضية الفلسطينية، ما مستقبلها بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات؟ * أرى أن الشعب الفلسطيني له النضوج لكي يستطيع أن يتولى بنفسه معالجة القضية، ويبدأ التفاوض مع الجانب الإسرائيلي كما فعل ذلك في السابق.