يأتي تنظيم اللقاء الوطني للحوار الفكري الرابع تحت عنوان (الشباب.. الواقع والتطلعات) الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هذا الاسبوع استجابة للوضع الحالي الذي تمر به البلاد ولتنظيم الحوار وابداء الرأي الذي اخذ حيزا كبيرا سواء بالمجالس او من خلال الصحافة والقنوات الفضائية وان اول ما يعنيه في وجهة نظري تأسيس هذا المركز الحفاظ على كيان هذا الوطن الغالي وجعل الحوار لمصلحة الوطن لا للغوغائية التي نسمع طنينها من هنا وهناك. واعتقد ان بلدنا انجب رجالا ونساء حريصين كل الحرص على طرح افكارهم وتصوراتهم بشكل يمكن تفعيل الحوار معه وان تصب نتائجه للحركة الاصلاحية التي يتبناها قادة هذه البلاد وفقهم الله. واول ما نحتاج اليه نشر ثقافة الحوار المنظم وهو ما يتبناه المركز، وقد يتطلب وضع خططه وبرامجه وفتح فروع له في المناطق الرئيسية وعلى الاقل ان تكون للمنطقتين الشرقية والغربية. وانه من المتعين التفرقة بين الحوار البناء والنقد الهادف لمصلحة ورقي البلاد عن الثرثرة التي لا تؤدي بالمسائل الا الى التعقيد والانحياز الى رأي معين وهذا التوجه قد اخذ به مجلس الشورى من خلال دعوة المختصين وذوي العلاقة عند مناقشة مشروعات الانظمة حيث دأبت لجان المجلس على فتح حوار من خلال جلسات تنظم لمناقشة رؤى وافكار ذوي العلاقة وهو امر محمود. وانني على يقين انه بامكان المشاركين في هذا اللقاء الوقوف على وضع الشباب موضوع حوارهم في المجمعات التجارية والمقاهي حتى يروا كيف الحال ادى بهذه الفئة التي عليها واجب المشاركة في تنمية البلاد وذلك بسبب عدم وجود ما يؤصل روح العمل واولها انعدام الامان الوظيفي وعدم وجود توافق بين مخرجات التعليم وطلبات سوق العمل، وان الفراغ الذي يعيشه شبابنا له آثار سلبية فإلى توفير مقاعد دراسة وفرص عمل مع برامج تدريب لتوافق ما يطلبه السوق خاصة وانه يوجد لدينا القدرة من جهات التدريب ذات الخبرة كالشركات الكبيرة وغيرها ويمكن الاستفادة من تجاربها. ويبقى القول اننا في حاجة لوضع اسس ومعايير لتنظيم الحوار والنقاش وترتيب أولويات الموضوعات حسب متطلبات الواقع والتركيز على الامور الموضوعية لا الشكلية لنصل الى الحوار الوطني المطلوب والله الموفق.