يأتي تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالرياض والذي أعلن عنه هذا الاسبوع استجابة للوضع الحالي الذي تمر به البلاد ولتنظيم الحوار وابداء الرأي الذي أخذ حيزا كبيرا سواء بالمجالس أو من خلال الصحافة والقنوات الفضائية وان أول مايعنيه من وجهة نظري تأسيس هذا المركز الحفاظ على كيان هذا الوطن الغالي وجعل الحوار لمصلحة الوطن لا للغوغائية التي نسمع طنينها من هنا وهناك. واعتقد ان بلدنا انجبت رجالا ونساء حريصين كل الحرص على طرح افكارهم وتصوراتهم بشكل يمكن تفعيل الحوار معه وان تصب نتائجه للحركة الاصلاحية التي يتبناها قادة هذه البلاد وفقهم الله. وأول مانحتاج اليه نشر ثقافة الحوار المنظم وهو ماسيتبناه المركز الذي انشئ و قد يتطلب في بدايته وضع خططه وبرامجه وفتح فروع له في المناطق الرئيسية وعلى الاقل ان تكون للمنطقتين الشرقية والغربية. وان تجربة مجلس الغرف السعودية في تكوين اللجان الوطنية لكافة القطاعات الاقتصادية لتجربة فريدة يمكن الاسترشاد بها اذا استطاع المجلس من خلال لجانه التوصل الى بعض ماطرحه اعضاء هذه اللجان وتحقيق بعض اهدافهم وان كانت في مجال الانشطة الاقتصادية لكون ان المجلس هو مجلس للغرف التجارية الصناعية على مستوى المملكة، بل وان البعض قد لايتصور الانجازات التي تحققت من خلال المجلس وايصال صوت رجال الاعمال الى الوزارات ومسئولي الدولة. وانه من المتعين التفرقة بين الحوار البناء والنقد الهادف لمصلحة ورقي البلاد عن الثرثرة التي لاتؤدي بالمسائل الا الى التعقيد والانحياز على رأي معين وهذا التوجه قد أخذ به مجلس الشورى من خلال دعوة المختصين وذوي العلاقة عند مناقشة مشروعات الانظمة حيث دأبت لجان المجلس على فتح حوار من خلال جلسات تنظم لمناقشة رؤى وافكار ذوي العلاقة وهو أمر محمود. ويبقى القول اننا في حاجة لوضع أسس ومعايير لتنظيم الحوار والنقاش وترتيب اولويات الموضوعات حسب متطلبات الواقع والتركيز على الامور الموضوعية لا الشكلية لنصل الى الحوار الوطني المطلوب والله الموفق.