الإرهاب يأبى إلا ان يطل بوجهه القبيح، والارهابيون يأبون الا ان يكونوا بين قتيل يشيعه الانتقام الالهي لأرواح الابرياء، او مطارد تلاحقه يد العدالة ليعيش مابقي له من ايام في رعب وخوف، ليشرب في النهاية من نفس الكأس التي اراد ان يسقيها للاخرين. وهذا هو حال من باعوا انفسهم للشيطان متناسين انه لا مزايدة على امن الوطن وسلامة المواطن، وان دماء الابرياء لن تذهب هدرا لارضاء غرور بعض الفئات الضالة، او لاشباع نهم المجرمين الى اراقة الدماء الطاهرة، وارتكاب جرائم القتل دون احساس بخطورة هذه الجرائم واثرها على البلاد والعباد. ولم يكن الارهاب في يوم من الايام مقبولا من احد، بل حاربته جميع الاديان، وشجبته جميع القوانين والاعراف، وضيقت الخناق عليه كل الدول، وحاصرته العقول النيرة ليعيش في الظلام، ويفرز الاحقاد والفتن، ويعيق التقدم، ويلهي الناس عن البناء الهادف، ويصرف الجهود عن عمل الخير، لتتوجه الى محاربة الشر الذي يتركه الارهاب اينما حل، والذي يتمثل في زعزعة الامن، وتدمير الممتلكات، وقتل الابرياء من المسلمين وغير المسلمين. وحادث القنصلية الامريكية بجدة، وبجوارها مدرسة للاطفال، ويقابلها مستشفى، دليل على اليأس الذي بدأت تتخبط فيه هذه الفئة الضالة، بعد ان اشتدت قبضة رجال الامن على تحركات افرادها، وحاصرتهم بالمداهمات التي سقطت بسببها اوكار المجرمين، وتم الاستيلاء على كثير من الاسلحة والمعدات المستخدمة في العمليات الاجرامية، وتم القضاء على عدد من رؤوس الفتنة الذين اختاروا الارهاب طريقا لحياتهم، واسلوبا لمعاشهم فكان الجزاء من جنس العمل. وقد اختار الارهابيون في هجومهم على مبنى القنصلية الامريكية، وقتا يكثر فيه المراجعون، رغبة في زيادة عدد الضحايا، والتمويه للهروب، لكن الى أين، فيد العدالة لابد ان تطالهم ان عاجلا او اجلا، ودروس الامس القريب تؤكد انه لا مفر من الوقوع في قبضة رجال الامن الذين جندوا انفسهم لحماية المواطن والوطن من عبث العابثين وجرائم الارهابيين، الذين استنكر القاصي والداني افعالهم الشنيعة وحماقاتهم المستهجنة، بعد ان اتضحت اهدافهم في قتل الابرياء، وهدر ثروات البلاد، وتقويض الامن، وتشويه سمعة الوطن، وتحريض اعداء الامة ضد الاسلام والمسلمين. وبقدر الحزن الذي يعتصر النفوس لهذا الضلال، يزداد الامل في القضاء على هذه الفئة الضالة، التي تسعى الى مصيرها الأسود باصرار، لتكون النهاية المحتومة باذن الله على ايدي المخلصين من ابناء هذا الوطن، من رجال الامن، والمواطنين، الذين يجدون انفسهم امام هذا الخطر الداهم، وقد اصبحوا جميعا رجال امن يدافعون عن انفسهم ووطنهم ومكتسباتهم التي يريد الارهابيون العبث بها. وعلى المجرمين تدور الدوائر.