عزيزي رئيس التحرير انتشرت وكثرت بشكل لافت في مجتمعنا المدارس الاهلية او ما يعرف ب (التعليم الاهلي) وقد ظهرت اغلب هذه المدارس من قبيل التقليد والمباهاة (والفشخرة) كتقليعات وكماليات لا ضرورة لها وراحت تثبت اقدامها بالدعايات والاعلانات التي من ورائها كسب الاموال الطائلة واخذت تروج صورا خيالية توهم من خلالها اولياء بعض الامور بان التعليم الاهلي هو الملاذ الآمن والمكان المناسب لتعليم ابنائهم من خلال الدعاية وما هي الا خداع وضحك على الذقون ورقص على الحبال.. فالتعليم يا اخي الكريم ليس تزويقا وتزيينا او حلية على العنق توافق (الموضة) وليس اطارا بلا لوحة او شكلا بلا مضمون، انه تربية وبناء علمي وثقافي ونفسي فأين هذه المدارس من ذلك؟ العجيب ان القائمين على مثل هذه المدارس استطاعوا ضمان رضا اولياء الامور وذلك بفتح ابواب تلك المدارس لكل من (هب ودب) واخذت تقبل المتردية والنطيحة من طلاب مدارس التعليم العام الذين لم يفلحوا فيه, من الكسالى والمشاغبين ومن لوحظ عليهم امتلاء جيوب ابائهم، ولم تكتف بذلك فراح ولي امر الطالب يطلب نجاح ابنه من خلال ما دفعه دون ضوابط وكأنه دفع مالا لقاء تنفيذ خدمة معينة فاصبحت هذه المدارس في معظمها ملتقى للفاشلين وواحة غناء للمستثمرين ورفعت شعار (من لا يدفع لا يتعلم) وليت من يدفع يتعلم لها الامر فالخسارة مزودجة خسارة مال وخسارة زمن: فاصبحت هذه المدارس تبتز اموال الغافلين تماما كما يفعل المرابون، وشتان بين من يرابي ومن يربي.. والمشكلة ان بعض اولياء الامور غرتهم تلك الخزعبلات التعليمية في هذه المدارس من خلال تدريس اللغة الانجليزية للاطفال قبل اتقانهم لغة الآباء والاجداد فدفعوا ثمنا باهظا من الاموال نتيجة ذلك.. واود في نهاية مقالي ان اسأل ما يعرف ب (بالتعليم الاهلي) الاتي: متى كانت الشهادة لمن يدفع؟ وكيف يجتمع طالب علم وطالب مال؟ @ كيف يمكن ان تؤدب وتهذب وتربي طالبا هو ابن لولي نعتمك ومادة خزينتك؟ @ كيف تجعله يرسب في الامتحان وانت تعلم ان رسوبه ربما قاده الى الذهاب الى تاجر غيرك والتماس العلم على يديه؟ @ متى يعي اولياء الامور حقيقة استغلال هذه المدارس للمال؟ @@ علي عبدالمحسن السويق