أعاد اتحاد جدة هيبة الأندية السعودية في البطولة الآسيوية بعد غياب دام ثلاثة أعوام عندما توج بلقب بطولة دوري أبطال آسيا في نسختها الثانية عقب فوزه على سيونغنام الكوري الجنوبي بمجموع المباراتين 6/3. ويعتبر الاتحاد ثاني ناد عربي يحقق هذا اللقب القاري بعد العين الاماراتي الذي توج بلقب النسخة الأولى على حساب تيرو ساسانا التايلندي. ويعد الاتحاد أقوى الفرق التي شاركت في هذه البطولة بسبب وجودعدد كبير من اللاعبين الدوليين في صفوفه الذين يمثلون المنتخب السعودي في الوقت الراهن. وهذا الانجاز الذي حققه الاتحاد عوض به اخفاق المنتخب في نهائيات كأس آسيا الثالثة عشرة التي أقيمت في الصين وخرج من دورها الأول في مفاجأة لم تكن منتظرة. وتعتبر هذه البطولة هي الأخيرة على المستوى القاري للمهاجم حمزة ادريس الذي قرر اعتزال الكرة نهائيا في الموسم الماضي ولكن نزولا عند رغبة رئيس النادي الذي أصر على استمراره حتى نهاية هذه البطولة الى جانب الضغوط الجماهيرية قرر الاستمرار وقدم مستويات كبيرة لاسيما خلال المباراة الأخيرة التي سجل خلالها هدفا وصنع ثلاثة، وكان ادريس قد حقق لقب هداف الدوري برصيد 33 هدفا عام 1999 وهذا الرقم القياسي الذي لم يتم كسره على المستوى المحلي توجه هدافا للعرب وبالتالي الحصول على الحذاء الذهبي. في المقابل أعاد الحارس الدولي السابق حسين الصادق مستواه الحقيقي وفرض نفسه كأحد نجوم الاتحاد حيث ساهم بشكل فاعل في فوز فريقه بالبطولة بعد أن ذاد عن مرماه بكل بسالة. من جانبه أكد منصور البلوي رئيس النادي ان الفوز الذي حققه فريقه على سيونغنام وتتويجه بلقب البطولة الآسيوية يعتبر نتاجا طبيعيا لاصرار اللاعبين وحرصهم على تشريف الكرة السعودية، مشيرا الى ان تعويض خسارة الذهاب بفوز كبير في الاياب يؤكد ثقته التي لم تهتز في لاعبيه لمعرفته بأصالة معدنهم الذي يدل على أن اللاعب السعودي هو الأميز والأمهر فنيا وبدنيا فضلا عن تميزهم بالروح القتالية والجماعية التي تساعدهم على حصد الألقاب والبطولات وبالتالي علو كعب الكرة السعودية وتسيدها للقارة الآسيوية. وعقب الفوز الكبير والانجاز التاريخي أعلن البلوي صرف مكافآت ضخمة للاعبين وقرر تسليم كل لاعب مبلغا وقدره مائتا ألف ريال. وقد استقبلت البعثة لدى وصولها استقبال الأبطال حيث اقيم استقبال رسمي لها وطوق افرادها بالورود قبل توجههم لمقر النادي للاحتفال مع الجماهير الغفيرة التي غصت بها مدرجات ملعب النادي واروقته. البلوي.. الرئيس الذهبي ولأن بلوغ المجد من أوسع الأبواب لن يأتي بسهولة ويحتاج الى عمل متواصل ومبني على أسس علمية سليمة فإن الرئيس الذهبي للنادي (منصور البلوي) جند كل طاقاته المادية وأفكاره (الاستثمارية الرياضية) لتكوين فريق متكامل من كافة النواحي قادر على مقارعة أعتى الفرق العالمية والمنافسة بقوة على كافة البطولات سواء المحلية أو العربية أو القارية. فكانت أولى الخطوات التعاقد مع أفضل نجوم الكرة السعودية وفق احتياج الفريق فأنفق منذ توليه رئاسة النادي مطلع الموسم الفائت 43 مليونا و200 ألف ريال أي ما يعادل 11 مليونا و520 ألف دولار أمريكي من أجل استقطاب 11 لاعبا معظمهم دوليون. فجاءت بداية التعاقدات مع اللاعب الدولي عبدالله الواكد من نادي الشباب مقابل 1.700.000 أتبعه بالمهاجم الواعد حمد أبو ربع من نادي الوطني مقابل مليون ريال وتلاه التعاقد مع المدافع الدولي رضا تكر من نادي الشباب بنظام الاعارة لموسم واحد مقابل مليوني ريال قبل أن يشتري عقده مطلع العام الحالي نظير سبعة ملايين ريال. وبعد ذلك عزز صفوف فريقه بالصفقة التي تعد الأغلى على المستوى المحلي وربما العربي عندما تعاقد مع نجمي نادي القادسية الدوليين سعود كريري وسعيد الودعاني مقابل 24 مليون ريال ليختتم صفقات الموسم الفارط بمدافع نادي سدوس اللاعب الواعد عبدالمجيد الطارقي مقابل 700 ألف ريال. وفي مطلع العام الرياضي الحالي دعم صفوف فريقه بخمسة لاعبين آخرين بدأهم بمدافع سدوس عبدالرحمن الزهراني مقابل نصف مليون ريال ثم التعاقد مع نجمي النادي الأهلي المنافس التقليدي للاتحاد ابراهيم السويد وخالد قهوجي، وهاتان الصفقتان صاحبتهما ضجة اعلامية وجماهيرية كبيرة الى جانب ردود الأفعال من قبل ادارتي الناديين. وقد بلغت قيمة انتقال السويد أربعة ملايين ريال بينما كانت قيمة انتقال القهوجي مليونين وثمانمائة ألف ريال. وبعد ذلك عزز الدفاع باللاعب الدولي مشعل السعيد من نادي هجر بمليون ريال وأخيرا دعم الحراسة بلاعب سدوس فيصل المرقب مقابل نصف مليون ريال. والى جانب ذلك قام بتجديد عقود عدد من لاعبي الفريق أمثال نجم النجوم اللاعب الدولي محمد نور افضل لاعب عربي لعام 2003م وحسين الصادق وخميس الزهراني ومرزوق العتيبي وغيرهم. أما على مستوى اللاعبين الأجانب فقد تعاقد مع اللاعب البرازيلي أندرسون سيماس الملقب ب(تشيكو) لمدة ثلاث سنوات مع شراء عقده وامكانية استثماره مستقبلا. كما تعاقد أيضا مع الثلاثي الدولي الكولومبي سيرجيو هيريرا والبرازيلي سيرجيو جونيور والكرواتي ماريو سارفيتش ولكن الأولين لم يوفقا مع الفريق وتم الغاء عقديهما مع احتفاظ النادي بحقوقه المادية في حالة تعاقدهما مع أي ناد آخر خصوصا الكولومبي هيريرا الذي اشترى النادي بطاقته الدولية مقابل عشرة ملايين ريال وفي نفس الوقت أعاد النادي قيد المهاجم البرازيلي سيرجيو ريكاردو الذي لعب مع الفريق لأكثر من موسم وقدم مستويات كبيرة قبل الغاء عقده منتصف الموسم الفائت بسبب كثرة مشاكله. ورغم أن الرئيس الذهبي أنفق أموالا طائلة في سبيل تكوين فريق نموذجي إلا أنه وقع العديد من العقود الاستثمارية والدعائية مع عدد من الشركات العالمية مقابل مبالغ مالية كبيرة تجاوزت العشرين مليون ريال خلال الفترة القصيرة الماضية. وقد أكد منصور البلوي ان قيمة العقود الاستثمارية والدعائية تغطي ما نسبته 50% من مصروفات النادي وخلال السنوات الثلاث المقبلة لن يحتاج النادي لدعمه الشخصي أو دعم أعضاء الشرف. وهذا يؤكد تماما أن البلوي يدير ناديه بعقلية تجارية. أما بالنسبة للجهاز الفني فقد تعاقد مع طاقم كرواتي بقيادة المدرب القدير توميسلاف ايفيتش ولكن المدرب لم يوفق مع الفريق خلال الفترة التي قضاها معه لتتم اقالته عقب خسارة مباراة الذهاب في جدة امام سيونغنام وتسند المهمة لمساعده دراغان الذي ساهم في صنع الانجاز القاري. مشوار الانجاز الآسيوي وقد بدأت رحلة المشوار نحو الفوز باللقب من جدة بعد ان وضعته القرعة في المجموعة الرابعة الى جانب فرق سيباهان الايراني والعربي الكويتي ونيفيتشي الاوزبكي. واستهل الفريق مبارياته في الدور الاول بالفوز على العربي 2/صفر سجلهما البرازيلي ديمبا ومناف ابوشقير وعلى نيفيتشي 3/1 سجلها ديمبا وحمزة ادريس ورضا تكر والخسارة امام سيباهان 3/2 وسجل هدفيه محمد امين وديمبا وفي مباريات العودة تعادل امام العربي سلبيا ثم سحق نيفيتشي 3/صفر سجلهم محمد نور ومرزوق العتيبي (هدفين) واتبعه سيباهان برباعية نظيفة حملت تواقيع مرزوق العتيبي في ثلاث مناسبات وديمبا ليتصدر مجموعته بفارق الاهداف عن الفريق الايراني. وفي الدور ربع النهائي واجه داليان الصيني احد اقوى الفرق الآسيوية وتعادل معه ذهابا في الصين 1/1 وسجل هدف الاتحاد لاعبه الكرواتي ماريو سارفيتش, وهذا التعادل منح الاتحاديين الاطمئنان قبل لقاء العودة في جدة والذي حسمه الاتحاد لمصلحته بهدف وحيد سجله المدافع رضا تكر. وفي الدور نصف النهائي واصل الفريق خطواته الواثقة المحاطة بالطموحات وفاز في مباراة الذهاب التي اقيمت بجدة على شونبوك موتورز الكوري بصعوبة بالغة وبنتيجة هدفين مقابل هدف وسجل هدفيه بواسطة نجمه محمد نور والمدافع حمد المنتشري. وفي مباراة الاياب التي اقيمت بكوريا خرج الفريق مع نهاية الشوط الاول خاسرا بهدفين دون مقابل ولكنه في الشوط الثاني قال كلمته واكد جدارته بالتأهل للنهائي عندما ادرك التعادل عن طريق البرازيلي تشيكو (من ركلة جزاء) والمدافع الدولي اسامة المولد. وهذا التعادل الاشبه بالفوز زاد من آماله وكبرت معه احلامه لمعانقة الذهب الآسيوي واستطاع بالفعل تحويل الحلم الى حقيقة. فبعد الخسارة غير المتوقعة على ارضه وامام جماهيره في لقاء الذهاب امام سيونغنام الكوري بنتيجة ثلاثة اهداف لهدف سجله رضا تكر استجمع الفريق قواه واستعاد عنفوانه المعتاد في مباراة الاياب وسحق منافسه بخمسة اهداف نظيفة سجلها على التوالي رضا تكر وحمزة ادريس ومحمد نور في مناسبتين ومناف ابوشقير ليؤكد ان اللقب الاسيوي لا يستحقه غيره. الاتحاد .. التاريخ والبطولات وقد تأسس نادي الاتحاد عام 1928م كأقدم الاندية السعودية تأسيسا, وجاء تأسيسه بواسطة مجموعة من الشباب الذين عقدوا اجتماعا خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد, وقد ضم الاجتماع عبدالصمد نجيب وعثمان باناجة وعبدالعزيز جميل وعبداللطيف جميل واسماعيل زهران وحمزة فتيحي وعلي يماني واحمد ابوطالب, وقد بحث المجتمعون مسألة التأسيس واستقر الرأي على تسمية فريقهم (الاتحاد) وقد اطلق هذا الاسم عبدالعزيز جميل. وفي ذلك الاجتماع اشار اسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفا بجهاز اللاسلكي والتلغراف الى امكانية انتخاب رئيس جهاز اللاسلكي وهو علي سلطان ليكون رئيسا للنادي, وهذا الاقتراح لم يجد معارضة من المجتمعين كما ان علي سلطان استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهود الممكنة لخدمة هذا النادي واهدافه وبذلك اصبح علي سلطان - رحمه الله - اول رئيس رسمي لنادي الاتحاد. وخلال الحقبة الزمنية الماضية وحتى الآن تمكن الاتحاد من احراز سبع وعشرين بطولة على صعيد كرة القدم منها اثنتان وعشرون بطولة محلية وخمس بطولات خارجية. وافتتح الفريق بطولاته المحلية عام 1958م عندما توج بلقب كأس جلالة الملك عقب تعادله مع الوحدة 1/1 وبالتالي فوزه بالنقاط. وفي نفس العام تمكن من الفوز بثاني الالقاب اثر تغلبه على منافسه التقليدي الاهلي 3/2 في نهائي كأس ولي العهد. وبعد ذلك واصل مسلسل احراز البطولات ولكن ليس كما يأمل ويتطلع محبوه حيث لم يحقق خلال (32 عاما) سوى عشر بطولات فقط. ولكن منذ عام 1997م شق الفريق طريقه بقوة ليحقق الثلاثية المتمثلة في تحقيق البطولات المحلية الثلاث وهي (بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين - بطولة كأس ولي العهد - بطولة كأس الامير فيصل بن فهد) ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن حقق الفريق (15 بطولة) حيث لم يغب عن منصات التتويج سوى عام 1998م. اما آخر بطولاته المحلية فكانت مطلع العام الميلادي الحالي عندما توج بلقب مسابقة كأس ولي العهد عقب فوزه على الاهلي بهدف دون مقابل سجله حمزة ادريس. اما على المستوى الخارجي فقد استهل بطولاته عام 1999م عندما توج بلقب بطولة مجلس التعاون الخليجي السادسة عشرة والتي استضافها على ارضه وحقق خلالها خمسة انتصارات متتالية محققا العلامة الكاملة, واتبعها في نفس العام بلقب بطولة كأس الكؤوس الآسيوية التاسعة عندما فاز على تشونام الكوري بالهدف الذهبي وبنتيجة 3/2 . وفي عام 2001م احرز بطولة السوبر السعودي المصري عندما هزم الاهلي المصري على ملعبه بالقاهرة بالهدف الذهبي وبنتيجة 3/2, وكرر نفس الانجاز عام 2003م, عندما هزم الاسماعيلي المصري في نفس البطولة بالهدف الذهبي الذي سجله حمزة ادريس. واختتم العميد بطولاته الخارجية باللقب القاري الذي احرزه على حساب سيونغنام الكوري بعد الفوز بمجموع المباراتين 6/3. افراح كبيرة للاعبين والجهازين الفني والاداري نجوم الاتحاد يرفعون الكأس