(إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعا من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء) رواه البخاري ومسلم. العلماء ورثة الانبياء، والعلماء هم منارات الهدى، وهم النجوم التي يقتدى بها في ظلمات البر والبحر، وهم الذين نظروا صفحات مضيئة ومشرقة في جبين الامة الاسلامية. وعالمنا اليوم هو احد محدثي الشام الشيخ عبدالقادر الارناؤوط رحمه الله والذي وافته المنية فجر الجمعة الموافق 14/10/1425ه اسمه الحقيقي: قدري بن صوقل بن عبدالقادر بن سنان اسمه المشهور: عبدالقادر الاناؤوط. وعبارة الاناؤوط لقب اطلقه الاتراك على كل الباني. مولده ونشأته: ولد الشيخ في قرية قريلا في اقليم كوسوفا في يوغسلافيا سنة 1347ه نشأ منذ صغره في دمشق بعد ان رحل مع والده وافراد عائلته وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات ونشأ صغيرا في دمشق وتلقى تعليمه الاول في مدرسة الاسعاف الخيري ونشأ في عائلة فاضلة ترى فيها على الفضيلة والعفة والدين. ووالدته (خانه). هجرته من يوغسلافيا الى الشام: هاجر الشيخ مع والده هربا من الظلم الذي مارسه الصرب ضد المسلمين الالبان وكانت هجرته سنة 1353ه وسكن في في مطقة ركن الدين بدمشق ثم انتقل الى منطقة الديوانية البرانية مع عائلات يوغسلافية من كوسوفا فسميت تلك المنطقة بحارة الاناؤوط. شيوخه: لم يدرس الشيخ دراسة نظامية بل تلقى علومه على يد علماء عصره من المشايخ الالبان منهم: 1- سليمان غاوجي الالباني (الفقه وعلم الصرف) 2- صبحي العطار (القرآن وتجويده) 3- الشيخ محمد فايز الديرعطاني. دفاعه عن السنة في بلاده الاصل لما كان الشيخ في الستين من عمره ومتمتعا بقوة الشباب كان يسافر الى بلده كوسوفا كل عام داعيا الى الله والتمسك بالسنة والبعد عن البدع والضلالات. أعماله العلمية: عرف عن الشيخ بالبحث والاطلاع والتنقيب عن السنة وعلومها والتحقيق ومن عمله في التصحيح والتحقيق ما يلي: 1- زاد المسير في شرح علم التفسير لابن الجوزي 2- المبدع لابن مصلح 3- روضة الطالبين للنووي 5- زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 6- جلاء الافهام في الصلاة على خير الأنام وغيرها من الكتب حيث قال رحمه الله (فإني بعون الله تعالى حققت اكثر من خمسين كتابا كبيرا وصغيرا في الفقه والحديث والتفسير والادب وغيرها). اقوال العلماء فيه الدكتور وهبه الزحيلي: إني اعرف الاخ الشيخ عبدالقادر منذ زمن بعيد وقد صاحبته في سفر من مصر الى روسيا وهو يتميز بسلامة لغته قوة حافظته وتقواه وورعه ومحبة الناس له ومعرفته باحكام الحلال والحرام. الشيخ محمد رياض المالح نشهد بأن الشيخ عبدالقادر رجل فاضل عف للسان وهذا شأن العلماء والجمع يشهد بنزاهته وتواضعه ومعاملته الحسنة للاخوان.