تبدأ غدا الخميس بمملكة البحرين الشقيقة فعاليات الاجتماع السنوي لمكافحة مرض السرطان الذي ينظمه مكتب (العلمي للاستشارات) بالمنطقة الشرقية بحضور نخبة من كبار الاطباء المختصين ومراكز السرطان وجمعيات السرطان الخيرية في المملكة والخليج العربي. وقال منظم الملتقى رئيس المكتب عبدالله العلمي ان الملتقى يهدف لتبادل الآراء والخبرات الناجحة في مجال مكافحة مرض السرطان، كما سيقوم الاطباء المختصون ومراكز تسجيل السرطان وجمعيات السرطان الخيرية بمناقشة الصعوبات والتحديات التي تواجه مكافحة السرطان والقاء الضوء على ما تم تفعيله لمعالجة هذه الصعوبات. وتلقي وزيرة الصحة البحرينية الدكتورة ندى عباس الكلمة الافتتاحية كما ستقدم اوراق عمل لمناقشة الأبحاث المتعلقة بمكافحة امراض السرطان. واضاف ان ابرز المشاركين في الاجتماع الدكتور عدنان عزت مدير مركز السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، الدكتور ناصر الحمدان نائب رئيس مركز السجل الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة ورئيس مجلس السجل الخليجي للسرطان، صالح آل الشيخ المدير التنفيذي لمركز الملك فهد لسرطان الأطفال بالرياض، حمد الضويلع مدير عام الخدمات الطبية بمستشفى ارامكو السعودي بالظهران، الدكتور علي علاء الدين مدير ادارة العيادات الطبية بمستشفى ارامكو السعودي بالظهران، الدكتور روبرت مارير رئيس قسم امراض النساء والولادة بمستشفى ارامكو السعودي بالظهران، الدكتورة يسري العوامي مديرة قسم الاورام بمستشفى ارامكو السعودي بالظهران، الدكتور عبدالرحمن فخرو رئيس جمعية السرطان البحرينية، الدكتور خالد الصالح رئيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان والامين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، الدكتورة مريم مطر مديرة التثقيف الصحي بكلية دبي ورئيسة التثقيف الطبي بالدائرة الطبية والخدمات الصحية بالامارات العربية المتحدة. الدكتور ضياء فاروقي استشاري الاشعة المقطعية بمستشفى شوكت هانم بلاهور بالباكستان. وأرجع العلمي مسببات انتشار الاورام السرطانية في الخليج، لارتفاع نسبة التهابات الكبد الوبائي، معربا عن الامل بأن يتم توفير تطعيم خاص بالتهاب الكبد (C) لمكافحة هذه الامراض، واشار الى ان الدراسات والابحاث اثبتت ان (الشمة) من المسببات الرئيسية لاورام السرطان خصوصا سرطان الفم واللسان. وكشف عن تسجيل منطقة جازان نسبا عالية للاصابة بسرطان الرأس والعنق ربما لانتشار الشمة والقات فيها. ويقول المختصون ان للوراثة دورا في بعض انواع السرطان كسرطان الثدي الذي تصل نسبة وراثته الى 10%، وسرطان القولون والمستقيم، وتصل نسبة وراثته الى 20% وكذلك بعض انواع اورام المخ والشبكية. الا انه لا يوجد حتى الآن اي برامج تتعلق بفحص جينات الوراثة على الاقل خليجيا او اقليميا. وكشفت احصائية السجل الوطني ان السرطان يصيب 70 شخصا من بين كل 100 الف شخص في المملكة، وان حوالي 7 آلاف حالة سرطان جديدة تظهر سنويا بين مواطنين سعوديين ومقيمين وسجلت الاحصائية كذلك ان نسبة الاصابة بسرطانات معينة تختلف ما بين الرجال والنساء. وبالنسبة للرجال تأتي على التوالي في المراكز الاربعة الاولى الكبد، ثم الغدد اللمفاوية، فسرطان الدم، فالرئة اما النساء فيأتي سرطان الثدي في المركز الاول، يليه الغدة الدرقية، فسرطان الدم، ثم السرطانات اللمفاوية. ويقوم مركز الاورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وهو المركز الوحيد المعترف به من منظمة الصحة العالمية لشرق البحر المتوسط، بالاشراف على جميع مناطق المملكة للقضاء على المشكلات التي تؤخر او تعوق العلاج. واضاف العلمي: ان اهم الاهداف الحالية هي تطبيق البرامج التي تهدف الى النظر لمشكلة اورام السرطان من زاوية منفرجة في النظر للمسببات ومنعها، والوقاية منها، والتشخيص المبكر، وايجاد احسن سبل للعلاج، وايجاد قاعدة بيانات مستمرة، مع تقييم مستمر للحالات المستعصية. ويعالج مركز الملك فيصل للاورام ما يقارب 2700 حالة سنويا، في حين يعالج في بقية مراكز السعودية مجتمعة ما يقارب 1500 حالة، بينما المسجل سنويا في المملكة حوالي 7 آلاف حالة الا ان هناك حوالي 4200 حالة سنويا لا تتلقى العلاج بسبب وصول اغلب الحالات في حالة متأخرة من المرض. ويتوقع الاطباء الاخصائيون ان تزداد نسبة الاصابة بالسرطان وتتضاعف الى 14 الف حالة سنويا. وبرأي العلمي فان اكثر المشاكل تعقيدا في منطقة الخليج هي طريقة العلاج، لأن التشخيص في اكثر الاحيان يكون صحيحا، بينما يختلف العلاج من طبيب الى طبيب، ويعود هذا لعدم وجود مركزية للاشراف. وتتوافر في المملكة العربية السعودية مراكز تؤدي خدمات متكاملة للسرطان في السعودية وهي: مستشفى الحرس، ومركز الملك عبدالعزيز التابع لوزارة الصحة في جدة، ومستشفى القوات المسلحة وكذلك المستشفى التخصصي. كما ان من المشكلات الاخرى ارتفاع تكلفة ادوية السرطان الفعالة، حيث تصل تكلفة بعض الادوية الى 450 الف ريال، وتعطى على هيئة اقراص للمريض لمدة سنتين، والعلبة الواحدة لا تقل قيمتها عن 25 الف ريال، هذا اضافة للتكلفة العالية جدا لادارة مستشفيات السرطان. وترجع تسمية هذا المرض ب (السرطان) لتشابه اوعيته الدموية المنتفخة حول الورم بأطراف سرطان البحر. اما اسبابه فهي وجود خلل جيني بسيط في نفس التركيب النووي للخلية التي تقوم بانتاج المناعة والبروتينات وجميع العمليات الحيوية في الجسم، ولا يمكن لجهاز المناعة ملاحظته، ويتسبب الخلل، مع الوقت، في خروج الخلية عن السيطرة ومن ثم ظهور السرطان.