كنت قد تحدثت في اكثر من مقال في هذه الزاوية عن موضوع البطالة وعن اثر هذا الغول الذي بات يهدد شبابنا وفتياتنا وينعكس سلبا على المجتمع ككل. وقد طرحت بعض الحلول لهذه المشكلة في حينه. وقد تعرضت في احد هذه المقالات الى صندوق تنمية الموارد البشرية وانتقدت غيابه عن محاولة ايجاد فرص عمل للشباب والفتيات للحد من مشكلة البطالة, التي بدأت تتفاقم. وقبل مدة قصيرة قرأت اعلانا جذابا, نشر في موقع متميز من جريدة اليوم وربما في صحف اخرى, يدعو القطاع الخاص للمشاركة بتوظيف السعوديين, عن طريق التدريب المنتهي بالتوظيف, وهو برنامج مشترك بين صندوق تنمية الموارد البشرية والغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية. يعرض هذا البرنامج على القطاع الخاص اختيار اشخاص للتعاقد معهم للتوظيف, على ان يحسب الشخص المتعاقد معه ضمن نسبة السعودة, وبعد التعاقد يقوم الصندوق بتدريب وتأهيل من يتم اختيارهم مجانا مع منح المتدرب شهادة معتمدة من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. ويحصل المتدرب خلال فترة التدريب على مكافأة 1000 ريال شهريا طوال فترة التدريب, يتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية 75% منها وتتحمل المنشأة 25% (250 ريالا فقط) كما يتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية 50% من راتب المعين لمدة عام بعد فترة التدريب. وفي خبر لاحق, اكد مدير فرع صندوق تنمية الموارد البشرية بالشرقية الدكتور حسن الاحمدي, لو ان الاتجاه يجري لتوفير 4 آلاف وظيفة (في 11 مهنة متنوعة) خلال الاشهر المقبلة وقبل نهاية العام الميلادي الجاري 2004 ضمن خطة سنوية لتوفير ما يقارب 8 الاف فرصة وظيفية بالمنطقة هذا العام (انتهى الخبر) اذا فجهود الصندوق بدأت تؤتي ثمارها. وثمانية آلاف وظيفة خلال عام في منطقة واحدة امر لا يستهان به. وفي مقابل هذا, وبما ان الآية تقول: (ولا ينبئك مثل خبير) فلنستمع الى بعض الحقائق التي اوردها معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي في مقالة نشرتها الزميلة الاقتصادية في عددها الصادر يوم الاثنين 13 شعبان 1425ه يقول الدكتور القصيبي: قامت وزارة العمل اخيرا بمبادرة جديدة عندما طلبت من صندوق تنمية الموارد البشرية حصر الباحثين عن عمل المسجلين في مكتب العمل بالرياض تمهيدا لتأهيلهم تأهيلا يطول او يقصر حسب كل حالة, بحيث تستوعبهم وظائف في شركات القطاع الخاص المتعاقدة مع الصندوق كان المأمول, والمخطط له, ان تنجح التجربة نجاحا باهرا يؤدي الى تعميمها في كل مكاتب العمل الرئيسة. المهم في مقالة الدكتور القصيبي, هو ما اورده من ارقام, فمن بين 6000 اسم مسجل على قوائم الانتظار, استحال الاتصال باكثر من 2000 وذلك لتغير العناوين او عدم وجودها اصلا. ومن بين ذلك العدد استخار البعض, ولم يتم الحصول الا على قائمة تضم 800 اسم كثف الزملاء في الصندوق, كما يقول الدكتور القصيبي, اتصالاتهم بهم وشرحوا لهم البرنامج ودعوهم الى اجتماع في مقر الصندوق, حيث يتم لقاؤهم بممثلي الشركات وتوزيع الراغبين في العمل على مواقع العمل. ويستطرد الدكتور القصيبي قائلا: (في الموعد المضروب, جاء الزملاء, وجاء ممثلو الشركات, اما احبابنا, الذين اقيمت المبادرة لتشغيلهم, فلم يصل منهم سوى 80 شابا, تسرب بعد قليل عدد منهم, فلم يبق سوى 65 شابا هم الذين تم استيعابهم في الشركات). يوجه الدكتور القصيبي في ختام مقالته حديثه لهؤلاء الشباب قائلا: اقول لهذه الشريحة الغالية من ابناء الوطن و(ابنائي) هذا سلوك مشين معيب لايليق بالشاب السعودي الجاد. وهو سلوك يجب ان يتغير اذا كنا ننوي, حقا القضاء على البطالة (ونحن ايها الاحباء, ننوي حقا القضاء على البطالة). وانا هنا لا اجد ابلغ من خطاب الدكتور القصيبي, الخارج من القلب, لاقوله لهؤلاء الشباب. ولكني اختم بسؤال فحواه: من الملام في هذا؟ اهي الجهات الرسمية, والقطاع الخاص, ام شبابنا الذين يتباكون امام شبابيك مكاتب العمل, وفي مكاتب التوظيف لشركات القطاع الخاص؟!