بعد منتصف الليل أرى السماء هناك.. بنجومها التي تضيئها وكأنها عيون نرجسية.. أحلم ويحق لي ان أحلم.. اصطدم بواقعي.. القي بنفسي جانبا.. أمسح دمعة تحررت على ذكراك وكأنها تقول وبكل حزن... لا أحد...! مازال بحري فوقه سقف من الغمامة، فما زلت وحيدا في نواحي هذه الحياة الصعبة بعدك... هل يعقل وأنا في ذكراك الثالثة، اردد..!! لم يظهر لي ملاك ليقول ماذا تفعل.. لم أسمع هتاف الطيبين، لم اسمع الا أنين الخاطئين. فما زلت وحيدا في البياض... وحيدا. اصبح لاينطق بالحب ولا الحقيقة الا الغرباء الذين يسيرون على نفس دربي المجهول... لكن الى أين... والى متى..! لم يعرف احد عن غربتي... ولم تعرف الأرض عن قصيدتي الأرملة الخضراء... لم يسمع احد كلامي عند الفجر... أبحث عن الجهة التي اهتدي بها.. انكسرت كل الجهات... مثل قلبي.. أصبحت غريبا في وطني.. أصبحت الحياة كزنزانتك الباقية.. أصبحت طيبة قلبي لاتحتمل من البعض.. والبعض استخدمها كسلاح ضدي... من أنا...؟ لاحاجة لأسمي بدونك... أنا الغريب المكلل بالسراب... أبحث عن من يحتضنني ويعطيني من حبك وحنانك الذي اعتقد أنه رحل مثلك. أبحث عن حب حتى لو كان كحبة قمح صغيرة... سأعتني بها لتصبح مزرعة سنابل.. لكن أين الحبة الصغيرة.. سأغوص في أعماق الوداع علني اجدك.... وجدت بلدا حزينا.. اناسا قلة يحتضرون لأنهم طيبون.. وجدت تابوتا.. وسبع سنابل خضر وعجوزا يقرأ (يس).. وجدت دمارا كدمار اهل الفلوجة المساكين.. بحثت عن حصانك وجدته في صفحات كتابك.. بحثت عن املي المفقود... وجدته رحل كعصفور يطير وهو يقول لا اريد الرجوع الى احد.. بحثت عن رائحتك وابتسامتك.. وجدتها في الشيهانه وبقية العصافير.. يكسرني غيابك كجرة ماء صغيرة.. مازلت أبحث عن أمل لركبتي.. لكن (لا أحد).. بعدك اتسع صداي الوحشي من نداي.. خيالي لم يساعدني لاكمال رحلتي.. ابحث عن القوة.. اصدم بالواقع.. ابكي ميتا وأنا حي.. فمن يبكي ويرثي حالي الذي مات وانا حي.. أنا أنت.. وأنت أنا.. بالحب لا بالجسد، رحلت بجسدك وبقي حبك كالغريب في القصيدة.. اما كتاب صفاتك وأخلاقك فقد اعتلاه الغبار ولم يجرؤ احد على تحريكه.. او ان يتحلى بها.. اما انا فيكفيني أني أحبك، ومازلت.. لكن هل ياترى تسمع صداي عندما أهتف لك وانا بحاجة لك. عندها فقط اتمنى ان تحمل الدنيا صداي على كتفها وتأخذ بخطاه الشاردة دون استسلام للبشر.. دون ريح عاتية.. دون قوة ظالمة.. دون فرعنة طاغية.. دون قيود حديدية. أتمنى ان يصلك صوتي الحزين ليقول... أين أنت؟؟ لم تتعانق الايدي.. لم تفتح الأبواب.. لم يتغير ايقاع الحياة.. اصبح التاريخ يسخر من ضحاياه.. مازلنا نتمنى ان يرسم نهر الأردن ابتسامتنا بمياه فلسطينية... أما انا فكما يقول محمود درويش.. أنا لست مني ان أتيت ولم أصل.. أنا لست مني ان نطقت ولم أقل.. أنا من تقول له الحروف الغامضات.. أكتب تكن.. واقرأ تجد.. وإذا أردت القول فأفعل... (إلى جنة الخلد يا أغلى من رحل...) @@ بقلم بندر عبدالله العزاز الرياض