توقع خبراء صناعة البتروكيماويات ان تصبح منطقة الخليج اكبر منتج ومصدر للصناعات البتروكيماوية والبلاستيكية في العالم خلال العام المقبل في ظل المتغيرات العالمية الحالية التي تشير الى اتجاه هذه الصناعة نحو التمركز في المناطق الافضل تكلفة والاسرع وصولاً الى الاسواق العالمية مرتفعة النمو.واكد الخبراء خلال مؤتمر الشرق الاوسط الثالث لصناعة البتروكيماويات المنعقد حاليا في دبي ان المنطقة يتوقع لها ان تصبح الخيار الاول للاعبين الجدد في صناعة البتروكيماويات والاكثر جاذبية للاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحيوي الذي يبلغ حجم الاستثمارات المتراكمة به حتى عام 2002 في دول مجلس التعاون الخليجي نحو 37 مليار دولار ويتوقع ان يضاف اليها استثمارات جديدة بقيمة 40 مليار دولار بحلول عام 2010. وقال حمود التويجري نائب الرئيس للبتروكيماويات بشركة سابك ان دول مجلس التعاون الخليجي تشهد حاليا توسعات ضخمة في مجال صناعة البتروكيماويات بهدف تنويع المصادر الاقتصادية وتقوية القطاعات الاقتصادية بها، مشيرا الى ان كافة الدول الخليجية تملك متطلبات الانتاج بأسعار تنافسية وقادرة على استيعاب ارقى تكنولوجيات الانتاج التي يتم تحديثها وصيانتها بشكل دائم ودقيق. وتوقع التويجري ان يرتفع انتاج دول مجلس التعاون الخليجي من منتجات البتروكيماويات من 30 مليون طن متري الى 40 مليون طن متري بنهاية عام 2005، مشيرا الى وجود عوامل رئيسة عدة تساهم في نجاح صناعة البتروكيماويات بالمنطقة من اهمها وفره مخزون الغاز الطبيعي بالمنطقة والذي يمثل عقبة لبعض المنتجين في مناطق اخرى من العالم حيث يعتمدون على استخدام الغاز الطبيعي عالي التكلفة أو النفط لانتاج الايثيلين والتي تزيد من تكلفة انتاج الايثيلين اربع مرات عن تكلفة الانتاج باستخدام الغاز الطبيعي. وأوضح نائب الرئيس للبتروكيماويات في سابك ان 60% من انتاج دول مجلس التعاون من الايثيلين يستخدم لتصنيع البولي ايثيلين ونحو 25% يستخدم لتصنيع جلايكول الايثيلين لافتا الى ان صادرات دول المنطقة من هذه المنتجات يتوقع ان تنمو من 5.7 مليون طن في عام 2001 الى اكثر من 11 مليون طن في عام 2006، وان ترتفع صادرات منتجات البروبيلين الاساسية من 450 الف طن في 2001 الى 1.5 مليون طن في عام 2006. وأضاف التويجري ان شركات البتروكيماويات والبلاستيك والتخصيب في المنطقة والتي اصبحت من اللاعبين الاساسيين في تطوير تجارة الكيماويات، تلعب الآن دورا محوريا في ايجاد عشرات الآلاف من فرص العمل للمواطنين. وألمح التويجري في كلمته امام المؤتمر الى مساهمة حكومات المنطقة في دعم وتمويل اقامة مصانع جديدة او توسعات المصانع القائمة حاليا، مشيرا الى ان البنوك السعودية على سبيل المثال تعد من ابرز المشاركين الاقليميين في تمويل مشاريع البتروكيماويات وذلك لوفرة السيولة وخبراتها في هذا المجال، وكذلك الحال بالنسبة الى البنوك الاقليمية والعالمية الاخرى التي تقوم حالياً بتمويل مشروعات جديدة للبتروكيماويات في قطروالكويتوعمان. وقال التويجري ان توفر مصادر التمويل الى جانب السياسات الحكومية المشجعة على الاستثمار في هذا القطاع مكنت دول خليجية مثل المملكة والاماراتوالكويتوقطروعمان من الاستمرار في توسيع طاقتها الانتاجية من البتروكيماويات، فبالاضافة الى توسعات سابك في السعودية تخطط شركة ارامكو السعودية وسوميتومو اليابانية لانشاء كسارتين للاثيلين بطاقة تصل الى 2,1 مليون طن ووحدات توزيع في عام 2009. كما يخطط كل من بولياريس ودنوك في الامارات لانشاء كسارة بطاقة 2,1 مليون طن تنتج في عام 2009 ايضا . وفي عمان اعلنت الحكومة العمانية وداو خططاً لبناء وتشغيل مجمع بتروكيماويات عالمي ، وفي الكويت يوجد مشروع مشترك مع داو يتوقع ان يشهد انشاء ثاني كسارة ايثيلين بنهاية عام 2007 ، كما تبني قطر الآن كسارتين بطاقة 3,1 و4,1 مليون طن تبدأ الانتاج بين عامي 2009 و2011. وقال التويجري ان انتاج هذه المشاريع الجديدة في المنطقة من شأنه ان يضيف طاقة انتاجية تزيد على 4,10 مليون طن من البولي ايثيلين من الآن وحتى عام 2010.من جهة اخرى شهد المؤتمراول امس العديد من الجلسات التي تناولت واقع وآفاق صناعة البتروكيماويات في المنطقة في ظل الارتفاع الكبير بأسعار النفط ومدى تأثرها في المستقبل. بالاضافة الى استعراض تجارب الدول في منطقة الشرق الاوسط والامكانات المتاحة لاستقطاب الاستثمارات العالمية في القطاع خاصة في الفرص المتوفرة في العديد من دول المنطقة وتحديداً في العراق الذي يتوقع ان يصبح لاعباً رئيسياً في صادرات الطاقة وانتاج البتروكيماويات، الى جانب خطط ايران الطموحة لتطوير العمل في مجال البتروكيماويات حيث يتوقع ان تنمو طاقة انتاجها من الايثيلين من 720 الف طن سنويا الى 7 ملايين طن بحلول عام 2009.