سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصانع الإيثيلين العالمية تواجه منافسة شرسة من نظيرتها شرق الأوسطية.. وتضطر لإعادة النظر في أوضاعها المالية تكبدت أكبر الخسائر جراء تكاليف الإنتاج المرتفعة
تواجه مصانع الإيثيلين خارج منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الثاني من العام الجاري 2010 رعباً وقلقاً خشية إغلاق مصانعها نتيجة المنافسة الشرسة من المصانع شرق الأوسطية التي ما فتئت في المضي قدماً نحو التسابق لتشييد مصانع جديدة مستفيدة من انخفاض تكاليف الإنتاج ورخص المواد الخام من الغاز الطبيعي وغيره، مقارنة مع تلك الصناعات التي كم تكبدت ولا زالت تتكبد خسائر جراء التكاليف العالية في عملياتها الإنتاجية مما اضطرها لضرورة إعادة النظر في أوضاعها المالية وجدوى مشاريعها، ولجوء بعضها لخفض معدلات التشغيل بشكل تدريجي ومن ثم الإغلاق التام لمصانعها والتفكير للتحول إلى صناعات أخرى غير مكلفة. وتشير تقارير رصدتها "الرياض الاقتصادي" بأن ما يزيد الأمر سوءا لتلك الصناعات تواصل دخول وحدات تكسير جديدة في منطقة الشرق الأوسط مرحلة الإنتاج اعتباراً من النصف الثاني من العام الجاري الأمر الذي سيشكل فائضاً كبيراً في إنتاج الإيثيلين، خاصة وأنه قد تأكد بالفعل ضخ نحو 5 ملايين طن متري كطاقات إنتاجية جديدة من منتج الإيثيلين قادمة من منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي سيرتفع الطلب بوتيرة بطيئة لامتصاص الطاقات الإنتاجية الجديدة. ويشير خبراء صناعة البتروكيماويات العالميين إلى أنه يتعين على الشركات التي تتكبد تكلفة عالية في العمليات الإنتاجية إعادة النظر في أوضاعها المالية نظرا إلى المنافسة التي تشكلها الوحدات الإنتاجية القائمة على غاز الإيثان في منطقة الشرق الأوسط ووحدات تكسير النافتا الجديدة العالمية الأخرى، متوقعين أن تواجه بعض وحدات تكسير النافتا الصغيرة توقفاً تدريجياً، وأن يكون الطلب على هذه المنتجات في آسيا في وضع جيد، على أن تقود الصين والهند هذا الانتعاش، علماً بأن معدل استهلاك الصين من البولي إيثيلين أحرز نموا بلغ 37.5 في المائة عام 2009 وصولا إلى 15.6 مليون طن بعد تراجع النمو بمقدار 1.7 في المائة عام 2008م. وذكر تقرير لإحدى الشركات المهددة بالإغلاق خارج منطقة الشرق الأوسط بأن صناعة البتروكيماويات العالمية تواجه فائضاً في القدرة الإنتاجية بشكل كبير نظراً إلى انخفاض تكلفة المواد الخام في المصانع شرق الأوسطية ولذلك نتوقع زيادة إنتاج الإيثيلين والبولي إيثيلين بنحو 32 و32 مليون طن متري على التوالي خلال السنوات الست المقبلة بعد أن بلغ إنتاج الإيثيلين 139 مليون طن متري والبولي إيثيلين 90 مليون طن متري عام 2009م. ومن المتوقع أن تشكل منطقة الخليج مرتكز صناعة البتروكيماويات العالمية، فيما تمثل حالياً نحو 10 في المائة من المعروض العالمي، حيث أن المنطقة تمتلك مزايا تنافسية من حيث توافر المواد الهيدروكربونية، كما أنها أقرب إلى البلدان الآسيوية حيث الطلب الكثيف، وقد اعتبر عام 2010 على أنه عام الانتعاش الاقتصادي عندما ارتفعت أسعار البتروكيماويات بعد انخفاضها عام 2009 علاوة على أن اتجاه السعر كان مشجعا خلال الربع الأخير من العام الماضي وظلت اتجاهات الأسعار في 2010 مبنية على النمو في قطاعات التكرير والنقل والتوزيع وانتعاش الاقتصاد العالي.