لم يمض على المسلم الهولندي المهندس عبدالواحد روكسن بول روكسن سابقا سوى ما يقارب الشهر حين قدومه للعمل في احدى الشركات في المملكة حينما فاجأ الجميع خلال الحفل الختامي لمخيم الافطار الرمضاني لدعوة الجبيل باعلان الشهادتين امام اكثر من ثلاثة الاف من الحضور من مختلف الجاليات المسلمة وغير المسلمة. ولكن عبدالواحد روكسن لم يعلن الشهادة والدخول في حظيرة الاسلام بتلك السهولة وانما بعد تجاذب وتجارب ودراسة لمختلف الديانات والعبادات والطقوس والاعتقادات لمعظم الشعوب والتي اثبتت جميعها فشلها وضلالها على حد تعبيره وانه جاء اختياره لها بطريق الخطأ قبل الاسلام حتى شاء الله ثم جاء الوقت المناسب لتأكيد ان الدين الاسلامي هو الدين الصحيح والذي يعتمد عليه في الحياة ولكي نتعرف على هذه القصة المثيرة وتفاصيلها المشوقة. (اليوم) قابلت عبدالواحد روكسن حيث يتلقى تعليمه في مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالجبيل واجرت معه هذا الحوار: انا بول روكسن عمري 48 عاما هولندي الجنسية اعمل مهندس عمليات تشغيل في احدى شركات التصدير والاستيراد للمنتجات البتروكيماوية في مدينة الجبيل الصناعية منذ ما يقارب الشهر واعلنت اسلامي في هذا البلد من خلال المخيم الرمضاني لدعوة الجبيل اثناء شهر رمضان المبارك هذا العام بعد قناعة وتعمق في عدة اديان وطقوس لعدة امم. واضاف اخترت اسم عبدالواحد لقناعتي بهذا الاسم لان الله سبحانه وتعالى هو الواحد الاحد ولهذا الاسم معنى في حياتي عندما كنت نصرانيا حيث ان له قصة قديمة وتعود الى طفولتي وبالتحديد عندما كنت في الثاني عشر من عمري حيث اتلقى تعليمي للمرحلة الابتدائية حينما قرأت في كتاب الانجيل جزءا يقول: (ارو ظمأك من الله الواحد الاحد) ومن تلك الفترة وهذا الاسم عالق في ذاكرتي وحينما قررت اعتناق الدين الاسلامي اخترته اسما لي. وذكر عبدالواحد ان لديه عدة مصادر مختلفة عن الاسلام والمسلمين ابرزها المشاهير الذين اعلنوا اسلامهم من الغرب مثل الملاكم العالمي محمد كلاي ومغني الروك السابق الشهير البريطاني يوسف اسلام والفرنسي جارودي وغيرهم وهم يعتبرون من الطبقة المثقفة ذوي السمعة العالية. واضاف بجانب ذلك لا انسى ان اذكر لكم ان هناك الجالية التركية المسلمة المنتشرة بشكل واسع في ارجاء هولندا حيث توجد لديهم المساجد و التي تلفت الانظار من حيث طرازها المعماري الفريد كما ان هناك ما يبث بين فينة واخرى عبر قنوات التلفزيون الهولندي الرسمية حول الاسلام اثناء اداء المسلمين شعائرهم الدينية مثل الحج كما ان هناك مساجد مشهورة اشاهدها اثناء الاخبار او عبر التقارير الاعلامية مثل المسجد الاقصى والمساجد التي في اسطنبول في تركيا. وعن مرحلة البحث عن دين اخر غير النصرانية قال لهذه قصة طويلة ذات محطات متنوعة حيث مررت بعدة مراحل في حياتي من حيث عدم قناعتي التامة بالنصرانية والبحث عن دين اخر يلبي غريزتي ويقنعني القناعة التامة وكانت التجربة متعددة حيث بدأت ابحث عن عدة ديانات لمختلف الشعوب ومنها الهندوسية والبوذية وغيرها حتى اني بحثت عن ديانة او معتقد في المجتمعات البدائية التي تؤمن بالطبيعة والذين يطلق عليهم الطبيعيون حيث من هذه التجربة اكتشفت انهم يؤمنون بوجود الرب سبحانه وتعالى ولكن لا يعبدونه. واوضح الهولندي عبدالواحد: احب ان اذكر شيئا.. بعد دراستي وبحثي لم اجد نتيجة والغريب في الامر ان الاسلام كان بعيدا كل البعد عن دائرة اهتمامي وكانت معرفتي به ضعيفة للغاية. كما احب ان اذكر ان هذا البحث لم يأت بالطريق الصحيح وليس على صواب بعد اكتشاف حقيقة الاسلام وان تلك الديانات كانت خاطئة وعلى ضلال ولا يعتمد عليها كدين رباني يصرف حياة الامم ورغم هذه الامور والبحث والتحري كنت للاسف الشديد امارس طقوسا عجيبة منتقاة من عدد من الديانات مثل الصوم والتأمل في طبيعة الكون وكنت امارس ما يسمى ب (اليوغا) وجميعها بدون دراية او مرشد او موجه مما انعكس على حياتي الصحية والنفسية والاسرية والوظيفية مما جعلني في عزلة عن المجتمع الذي احيط به وكنت مضطربا ومشوش الذهن حتى الطعام لا آكله سوى مايسد رمق الجوع حتى تشبعت في هذا الامر ووصلت الى نقطة النهاية وادراك الحقيقة والتأمل في اعادة النظر في علاقتي بالاخرين. وحول علاقته بالمسلمين ذكر: كنت كما اسلفت لا اعرف عن الاسلام سوى ما يعرض عبر القنوات المحلية في التلفزيون الهولندي في بعض المناسبات ولكن هناك قصة اثارت استغرابي حينما التقيت بشخص يدعي انه مسلم ولكن يبدو بالاسم فقط حينما تجرأ على سرقة دراجتي في هولندا وعند السؤال والتحري عنه اتضح انه من غير المسلمين. مما يؤسف له ان المسلمين دائما متهمون بالصاق التهم والافتراءات عليهم بعد ذلك حدثت لي قصة تثير العجب مع ابنة عمي وهي نصرانية من طائفة البورتستانت حيث كانت منبوذة من عشيرتي الذين هم من الكاثوليك حيث دار بيني وبينها نقاش حول هذه الطائفة لكني لم اقتنع بها وانها تقول انها رأت رؤيا في منامها بان حدثا سوف يحدث لي ويغير مجرى حياتي وان هناك مفاجأة كبيرة سوف تحدث لي وكان ذلك قبل ستة اعوام تقريبا وفقدت الاتصال بها وفعلا حدث هذا التنبؤ بفضل الله، حيث شاء الله ان يحدث تغيير في مجال عملي وان احصل على عقد عمل في احدى الشركات في المملكة ومن ضمن هذا التنبؤ تحسن علاقتي وتطورها في مجال عملي، وانا الان بين اخواني في هذا البلد الطيب الكريم. واشار الى ان علاقته منذ البداية باخوانه بالمملكة مميزة ومشجعة وهم طيبون بطبيعتهم اما بالاسلام فبداية الامر لم تكن مشجعة بتلك القوة ولكن شيئا يدور في نفسي ورغبة جامحة للتعرف على الاسلام وكانت البيئة المحيطة بي من المسلمين شجعتني على ذلك والغريب في الامر انه في احد الايام عندما ارتفع صوت الاذان للصلاة شعرت شعورا غريبا عند سماعه اشعرني بالراحة و الاطمئنان وكأن صوته صوت الملائكة بعكس اقراني من الهولنديين الذين يقيمون معي والذين يصفون الاذان بالازعاج، وفي تطور اخر بدأ الفضول لدي حيث طلبت من احد الاخوة الزملاء الذين يعملون معي في الشركة نسخة من تفسير القرآن الكريم وكانت الرغبة لا تزال جامحة في التعرف على الاسلام رغم المدة القصيرة التي لا تتجاوز الشهر وشاء الله في رمضان هذا العام حيث وجهت الدعوة لي لحضور حفل مخيم الافطار الرمضاني لدعوة الجبيل ولبيت الدعوة بصدر رحب وبقناعة ورغبة صادقة حيث اعلنت الشهادتين بين اخواني المسلمين وسط حضور كبير من جميع الجنسيات وكان موقفا تقشعر منه الابدان ولم اشهده في حياتي حينما اعلنت الشهادتين تلقاني المسلمون بالاحضان والتكبير والتهليل لقد كان موقفا مؤثرا في حياتي. وعن مشاعره بعد اعتناق الاسلام قال: يمكنني ان اقول كما يقول الاخرون ان احساسي غريب ورائع ومؤثر ولكن النتيجة الاهم هي توصلي للدين الحقيقي واتخاذي القرار الصائب والسليم الذي احدث نقلة في حياتي بعد ظروف وتجارب مختلفة وخاطئة وجميعها لم تكن في صالحي ولكن بحمد الله بعد اتخاذي الاسلام دينا شعرت بان قراري هو الصحيح والذي لارجعة فيه وهو الذي سوف يضمن لي حياة الاستقرار والهدوء والطمأنينة. واكد المهندس الهولندي أنه حديث عهد بالاسلام ومعلوماتي لا تزال قليلة ولكني سوف ابذل قصارى جهدي للتعرف على الاسلام خطوة خطوة ومنها قراءة جزء من القرآن الكريم وتدبر معانيه حتى اتعرف على ديني الجديد بشكل يؤهلني بان اكون صادقا مع نفسي والاخرين مبينا ان علاقته مع اهله ستكون نقطة ساخنة وصعبة للغاية وردة الفعل لا يعلم بها الا الله حيث ان مفاجأة اعلان اسلامي سوف تثير الاخرين ولكن وصلت الى نقطة ما لا نهاية لا رجعة مهما كلف الامر وفي نهاية المطاف سوف يقتنعون بذلك وهذا الامر يتعلق بحياتي الشخصية. وحول الاعلام الغربي ونظرته للاسلام اوضح بانه سلبي للغاية عن الاسلام والمسلمين ولكن في الاعوام الاخيرة هناك صحوة وتحول في النظرية خصوصا فيما يتعلق بالحوار بين الاديان بين المسلمين والغرب وبدأ عدد من الشخصيات الاسلامية يعملون في هذا الشأن لتقريب وجهة النظر بين الطرفين. وفي الختام قال عبدالواحد روكسن بول احب اشكركم شخصيا لالحاحكم على اجراء هذا الحوار في جريدتكم الغراء واحب ان اشكر اخواني السعوديين الذين فتحوا قلوبهم ومنازلهم لي بكل سعة صدر واشعر بسعادة وفرح تام احاول بذل قصارى جهدي في مجال عملي وتطويره كما احب ان اذكر شيئا هاما وهو اني وجدت المعاملة الحسنة من اخواني في الشركة وهم راضون عني وسوف يمددون عقدي لعام اخر. الهولندي عبدالواحد روكسن