ركز اعضاء تحالف الاستثمار الصناعي في المشروعات الجديدة الذي عقد مؤخراً على عودة المنافسة الشديدة بين الشركات التي تسعى الى الاستثمار في مشروعات جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات.وشهد وادي السليكون مرة اخرى تدافع وتنافس المستثمرين على امتلاك اية قطعة من اي شركة تقنية معلومات صغيرة ناجحة وتحقق ارباحاً معقولة. ومع ارتفاع هذه المنافسة مرة اخرى، هناك مخاوف من عودة التضخم الشديد الذي اصاب الشركات الجديدة في تقنية المعلومات في أواخر التسعينيات، حيث يعود المستثمرون مرة اخرى لالقاء ملايين الدولارات للاستثمار فيها. غير ان هذا النبأ بشأن اقبال المستثمرين على هذا القطاع يتزامن مع نبأ آخر حول انخفاض الاستثمارات في هذا المجال خلال الربع الثالث من العام. فقد انخفضت الاستثمارات الصناعية في الشركات الجديدة لتقنية المعلومات بنسبة 15بالمائة، لتصل الى 6,4 مليار دولار، مقابل 4,5 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام، بعد ارتفاع مستمر لمدة خمسة ارباع متتالية. وتشير احصاءات شركة برايس واتش هاوس كوبرز، وطومسون فتشر ايكونوميكس وناشيونال فنتشر كابتال سوسيشن الشركات الثلاث التي تصدر مسحاً للاستثمارات والأموال بشكل ربع سنوي الى ان الاستثمار الصناعي في شركات تقنية المعلومات الجديدة انخفض بنسبة 26بالمائة مقيماً بالدولار خلال الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني من العام، وبلغ عدد الشركات الجديدة في تقنية المعلومات 601 شركة أقامها المستثمرون في الفترة من يوليو حتى سبتمبر هذا العام، وهو أقل رقم خلال تلك الفترة منذ عام 1996. وليس من الواضح اذا كانت هذه اشارة على تراجع حقيقي او فترة ركود مؤقت في استئناف الاندفاع الكبير الذي ادى الى طفرة او فقاعة في تقنية المعلومات كما يقول بعض الخبراء.لكنهم اضافوا ان هذا على الأقل خطوة في الاتجاه الصحيح. ويقول ميتشل كرتزمان خبير الاستثمار الصناعي في هامر وينبولد وشركاه للاستثمار الصناعي، ان هذه انباء طيبة بالنسبة للعاملين في مجال الاستثمار الصناعي وأعرب عن أمله في مزيد من الانخفاض في هذه الاستثمارات.وأوضح ان ارتفاع الاستثمارات في هذا المجال يؤدي الى بيئة غير متوازنة وغير منضبطة، وقد يؤدي الى حرب الصفقات. وايد هذا الرأي اكثر من ستة من خبراء الاستثمار الصناعي في تقنية المعلومات، فضلا عن مارك مسين رئيس الاتحاد الوطني للاستثمار الصناعي.وقال مسين ان ارتفاعاً بنسبة 25بالمائة في الاستثمار الصناعي في تقنية المعلومات يعني دق ناقوس الخطر، اكثر من الانخفاض الحاد في تلك الاستثمارات. وفي خضم وطفرة الانترنت، استثمرت شركات الاستثمار الصناعي 23 مليار دولار الى 29 مليار دولار على أساس ربع سنوي، وانخفض هذا الرقم الى اقل من 5 مليارات (على الاساس نفسه) بحلول منتصف عام 2002، وظل حول معدل 4 مليارات دولار خلال الربع الثالث من عام 2003. لكن الاستثمار الصناعي في تقنية المعلومات ارتفع بنسبة 36بالمائة خلال الربع الاخير من العام الماضي حتى الربع الثاني من العام الجاري ليصل الى 9,5 مليار دولار، وادى ذلك بالمستثمرين في هذا المجال الى العودة، او التفكير في العودة الى الأيام الخوالي لعامي 1999 و2000، عندما تدفقت الاستثمارات بلا حساب على هذا القطاع، لكن عوائد الاستثمار كانت منخفضة جداً، اذا لم تكن معدومة. ويقول بول كونتز الشريك في شركة استثمارات صناعية في تقنية المعلومات في كاليفورنيا ان النشاط الاستثماري الذي لاحظناه لا يبرر الزيادة في معدل الاستثمارات الذي رأيناه. وجزء من المشكلة يتمثل في التزايد الكبير في عدد المستثمرين في التقنية المعلوماتية، الباقين من سنوات الطفرة عندما تضاعف عدد الشركات الجديدة في تقنية المعلومات عدة مرات، في الوقت الذي قد تكون الأفكار الجديدة المربحة في هذا المجال والتي تستحق انشاء شركة جديدة لتقنية المعلومات محدودة جداً.ويقول جون اوتشبنتي مدير صندوق وودسايد في كاليفورنيا هناك اموال كثيرة جداً في السوق تطارد صفقات قليلة جداً. وأوضح انه منذ عام عندما يتم انشاء شركة جديدة في تقنية المعلومات يعتبر ضربة حظ، اذا كان مقدراً لها ان تحقق ارباحاً ومكاسب، اما الآن، فمن الشائع ان تجد ست او سبع شركات تتنافس على الصفقة نفسها.وهناك امثلة كثيرة منها شركة جاك دانهي مدير تنفيذي شركة اونس لابس لبرامج الامان (على الانترنت) التي أغلقها عند اول دورة مالية لها ويعتقد دانهي منذ ذلك الحين انه سمع من 20 مستثمراً صناعياً في تقنية المعلومات انهم يريدون الاستثمار في هذا المجال مستقبلاً. ويقول ستيف بالوف الشريك في ادفانسيد تكنولوجي للاستثمار الصناعي في كاليفورنيا لابد ان تفكر ملياً عندما ترى ارتفاع مستوى النشاط في مجال أمان الشبكة، وهو مجال جذاب جداً، فلماذا يحتاج العالم الى مئة شركة برامج امان اخرى، في حين يوجد منها 800 شركة او نحو ذلك، وقال ان انخفاض الاستثمار في هذا المجال خلال الربع الثالث نبأ جيد جداً. ولا يعبأ المستثمرون الصناعيون في تقنية المعلومات بالطبع بخسارة منافسيهم، لكنهم يقلقون من الاتجاه نحو الاستثمار في عشر شركات تقنية معلومات جديدة في السوق التي تستطيع استيعاب شركة او اثنتين فقط، وان هذا يضر بالجميع. ويقول تيد شلين خبير الاستثمار الصناعي في تقنية المعلومات في شركة كليزبيركنز كوفيلد اندبايرز ان عدداً كبيراً من الشركات في مجال واحد يفسر الرسالة ويزيد من تكلفة الأعمال، فقد اعتاد المستثمر ان ينفق على قدر ما ينفق اغبى منافسيه في ذاك الوقت ولا نريد ان نعود الى هذه الفترة مرة اخرى. وأنباء انخفاض الاستثمار الصناعي في تقنية المعلومات تهديء المخاوف من عودة الأيام السابقة التي شهدت الطفرة، غير ان الربع الثالث من العام غالباً ما يشهد الانخفاض في هذه الاستثمارات بسبب العطلات الصيفية وأسباب اخرى.لذلك يحذر كيرتزمان من تحديد اي نتائج او استنتاجات على أساس بيانات الربع الثالث. وتقول الاحصاءات ان الاستثمارات بلغت 4,15 مليار دولار في 1536 صفقة خلال العام حتى الآن، مقابل 6,13 مليار دولار في 1492 صفقة خلال الاشهر التسعة من العام الماضي.