انتهت الاجازة وبدأت المدارس بداية قوية فالامتحانات على الابواب وفي هذا الوقت العصيب يفضل الكثير من الطلاب القاء الكتاب المدرسي او الجامعي جانبا والاعتماد على (ملخصات) مختصرة تتماشى مع عصر السرعة من وجهة نظرهم، وربما لا يكلف هؤلاء انفسهم عناء شراء الكتاب اصلا، ويجد الطلاب امامهم المرجع البديل في بعض المكتبات التي تتناثر حول الكليات الجامعية وفي وسط المدينة تحت مسميات عديدة خدمة للطالب، وتجتذب الطلاب عبر اعلانات وملصقات متعددة بل ويعمل بعضها في الخفاء ناشرا خدماته بين الطلاب والطالبات مؤكدة للجميع انها تمتلك سر النجاح بأعلى الدرجات واقل نسبة عناء ممكنة، لقد تحولت هذه المكتبات الى امر واقع دلفنا الى عالمها للاجابة عن الكثير من التساؤلات المشروعة. بداية يحدثنا الطالب فراس الابراهيم قائلا: انا الان لدي مجموعة من المقررات لها اول وليس لها آخر اذا اردت ان ادرس من الكتب المقررة فانا بحاجة الى كامل العام الدراسي وليس لفصل دراسي ولذلك احضر للاستعانة بالملخصات الجاهزة التي تباع في المكتبات، احيانا اجد فيها النجاح واحيانا اخرى ارسب في المادة مع انني اكتب بشكل جيد. اما الطالبة علا داوود فتقول: منذ ان دخلت الكلية قررت ان اعتمد على الكتاب فانا احب الدراسة منذ صغري واريد ان تكون المرحلة الجامعية بالنسبة لي مرحلة دراسية حقيقية وليس مرحلة تجارية اركض فيها وراء العلامة كما يفعل الكثير من الطلاب، المهم ان يحصلوا على الخمسين درجة التي تجعلهم يترفعون بالمادة وليس فهم المادة واستيعابها ولذلك انا اشعر ان احد اسرار تدني مستوى العديد من الطلاب في الجامعة هو هذه النظرة التجارية للمادة العلمية والادبية. اما الطالب عامر فيقول: حدث معي عدة مرات ان احتجت لمعلومات من السنة الثانية والثالثة باعتبارها معلومات اساسية ولم اعرف او اسمع بها مطلقا كنت متفاجئا انها مرت معي فاحضر زميلي الكتاب الخاص بها في اليوم التالي وبدأنا ندرسها الى ان ادركت ان اعتمادي على الملخصات القصيرة يريحني بالدراسة ولكنه يفقدني معلومات انا بأمس الحاجة اليها. انا والكثير من زملائي تجدنا نذهب لا شعوريا باتجاه النفق لنحصل على النوطة اللازمة لمعظم المواد ان لم تكن جميعها. ويتساءل احد المدرسين عن هذا الاتجاه قائلا: هل اصبح الطالب هو المرجع للمادة!! فقد اصبح الطالب والمكتبة هما اللذين يقرران ماذا على الطلاب ان تقرأ وتترك، في عصر سرعة المعلومات بدلا من البحث عن مصادر متنوعة لما ندرسه تلغي حتى الكتاب. في احصائية قمنا باجرائها وجدنا ان اكثر من 90% من طلاب احدى الكليات المثال لا يشترون الكتاب بل يكتفون بالملخصات الجاهزة، يتخرج الطالب بصعوبة (مقبول) وليس لديه مرجع حقيقي واحد. يجب ان يعرف ابناؤنا الطلبة ان الملخصات لا تسمن ولا تغني ولا تعطي اية معلومات مناسبة فلم يحشو الابناء الطلاب اذهانهم بافكار مشوهة او غير دقيقة او متناقضة احيانا. وينصح الاستاذ عبدالله الرشيد وكيل مدرسة متوسطة اولياء الامور بتنبيه ابنائهم وبناتهم بضرورة الاعتماد على شرح المدرسة او الكلية والاعتماد على المذاكرة في المنزل والابتعاد عن المذكرات الجاهزة والمدرس الخصوصي لانهما يتسببان في التشويش على الطالب او الطالبة اثناء الامتحانات. الطلبة بين الانشغال بالبحث والمراجعة