صرخت بأعلى صوتها لقد اضطهدني والدي وظلمني، جعلني اعيش خلف قضبان هذا السجن حوالي عشر سنوات، صغيرتي هذه مسجونة بجريرتي ولا ذنب لها سوى أنني امها. قالت احدى المسجونات في مصر تصف معاناتها نحن أسرة بسيطة وقد بدأت مأساتي عندما أصر والدي على تزويجي وأنا في سن السادسة عشرة من عمري زواج البدل وهو (أن لا يقبل زواج أخي إلا بتزويجي من ابن الأسرة التي تقدم لها أخي) وبالفعل تم تزويجي من شاب مريض نفسيا عشت معه عاما كاملا من الاضطهاد والضرب عدت لأبى وأنا احمل في بطني طفلي الأول. واضافت وهي تبكي رفض والدي استقبالي. أخبرته بان زوجي طلقني شفهيا. رفضت بشدة أن اعود له أصر والدي وعندما لم يستطع اعادتي لزوجي (المجنون) عشت كخادمه عند زوجات اخوتي وابني لم يكن محبوبا من ابي وكان يضربه ويحرمه من ممارسة طفولته كأي طفل. مسحت دموعها وقالت (مرت 7 سنوات لم يطق والدي بقائي عنده عرض عليه أهل زوجي أن اعود رفضت خيرني بتسليم ابني لهم أو طردي من البيت اذا لم اعد لزوجي وفعلا نفذ تهديده وبلا رحمة وبكل قسوة رماني في الشارع لجأت لجيراننا في نفس الحي بت عندهم ليلة حتى عندما أصبحنا كلموا والدي بأن يعيدني لبيته أعادني ليعرض علي العرض نفسه او اعود للشارع فخرجت احمل ابني على كتفى متجهة لبيت جيراننا الذين استضافوني لأجد حلا عندهم فتح لي ابنهم الشاب ذو العشرين عاما سألته عن والديه هل أمه موجودة أكد لي ب (نعم) أسرتي هنا - وكان كاذبا - إلا انه كذب علي حينما زين له الشيطان المعصية حاول الاعتداء علي قاومت ولم استطع حتى فقدت الوعي وما ان استعدت وعيي عرفت انه وصل الى مايريد. اتجهت لمركز الشرطة مشتكية وابني ذو الأعوام الاربعة معي بعد ان شهد منظر الاعتداء على أمه ولم يملك إلا البكاء ثم استدعى أبي والشاب الذي اعتدى علي. طلب والدي مع اخوتي الانفراد بي وما ان غادر الضابط مكتبه حتى انهالوا علي بالضرب أغمى علي ولم استعد وعيي إلا وأنا في مستشفى الطب النفسي الذي بقيت به لمدة شهرين حاولت ان اتصل خلال هذه الأيام بوالدي واطمئن على ابني إلا انه كان يغلق خط الهاتف بمجرد أن يسمع صوتي حتى غير أرقام هواتفه. وتروي الفتاة السجينة قصتها قائلة كان مصير ابني ان سلمته لأهل زوجي بعد ان اشترط عليهم والدي تسلم نفقته كاملة وعندما قربت فترة نهاية علاجي بالمستشفى عرضوا تسليمي لوالدي رفضت. قلت لهم أرسلوني لدار الايتام او اي مكان اعيش فيه غير تسليمي لوالدي فابي قال لي انني لست ابنته فقد وجدني بالشارع ورباني. حول المستشفى امري لدار الفتيات التي لم تقبلني لان ابى زور عمري فقد جعلني بسن الثلاثين من سن ابنته التي ماتت وهذا السن لا تقبله الدار فما كان منهم الا ان أرسلوني مرة اخرى للسجن. وتقول الفتاة وهي تتنهد بحرقة: حاولت ان احصل على ورقة طلاقي ولم استطع استدعت المحكمة ابي بعد ان رفض مرارا الحضور الا ان حضوره دمرني تماما فقد اتهمني باطلا - قالتها وهي تبكي - ليتني لم اشهد ذلك اليوم اب يتهم ابنته بعرضها. قدم أوراقا رسمية تثبت إدانتي لم املك دليلا سوى اوراق المستشفى التي كنت اتعالج بها ولم تشفع لي قبلت بحكم المحكمة التي اصدرت بحقي 3 سنوات و300 جلدة. قضيت منها الآن السنة الاولى وانجبت طفلتي التي كانت ضحية الاعتداء علي بتلك الليلة السوداء التي حولت حياتي لجحيم. الطفلة التي كان والدي يريد مني قتلها وهي في احشائي رفضت ان اقتل نفسا احملها ورغم ان اهل الشاب الذي اعتدى علي يريدون اثبات نسب الفتاة الا ان والدي يرفض. والدي الذي زور اوراقا رسمية ليثبت علي تهمة اخلاقيه انا بريئة منها وزور عمري. ابي الذي رفض ان اكون ابنته جعلني اعيش مرارة اليتم وهو حي. رفض ان تزورني امي. كتب علي ان اعيش في ظلام الظلم. ومازلت اطالب بورقة طلاقي فزوجي السابق وضع بمستشفى الطب النفسي ومازال، له الآن 7 سنوات اهله الوحيدون الذين يملكون توثيق طلاقي من ابنهم شرعيا الا انهم يساومونني على حريتي من قيد ابنهم بمبلغ 20.000 ريال. كل ما اطلبه من الله ثم من اهل الخير ان يساعدوني لاكمل المبلغ وأسلمه لاهل زوجي السابق واستطيع ان اعيش حياتي بعد خروجي من السجن. أبحث عن أمل. خيط يربطني بالحياة من أجل ولدي. كل ما أريده حريتي من زوج مر يض ولاب ظالم وأن التقي بابني.