شاءت إرادة الله أن تولد وتعيش طفلة سعودية خلف قضبان سجن النساء بالدمام.. طفلة تبلغ الخامسة من العمر.. استطاعت أن تجد لها طريقة للعب في ساحة السجن وبين دور وزنزانات السجينات.. لا تعرف معنى الحرية.. ذنبها أن أمها ولدتها داخل السجن.. فأصبحت هي سجينة بالتبعية. الام صومالية الجنسية اسمها حليمة تسرد قصتها وهي تجلس على كرسي في غرفة الاخصائية الاجتماعية وتحكي وقلبها يعتصر ألما على حال ومستقبل طفلتها. تقول الام حليمة: قدمت ذات عام إلى المملكة لاداء فريضة الحج مع أخي.. ولان المملكة بلد الخير والامان قررت ان ابقى واعيش بها بدلا من العودة لبلادي التي لا تعرف الا لغة الحروب التي دمرتها ومازالت.. وفجأة سمعنا عن القرار الذي أصدرته الحكومه بشأن من لا يحملون الإقامة النظامية بالمملكة وكنت مخالفة لنظام الإقامه وخفت أن ارحل إلى بلادي التي هربت من فقرها وحربها وكان لي ابن عم يعمل بالسعودية حاول ان يتوسط لنا بالحصول على الإقامة النظامية لدى رجل سعودي وافق هذا الرجل على كفالتي وصرت لأنني لا اقدر على العمل الكثير نظرا لاني مصابة بداء السكري اعمل ببيع الملابس لمدة 8 اشهر.. وتستطرد الصومالية قصتها بدموع ساخنة شقت طريقها على خديها وبعد هذه الاشهر طلبني كفيلي للزواج وهو يعرف انني اتيت المملكة وانا ارملة وتزوجت به الا انني عشت معه في مشاكل ومعاناة لا نهاية لها بسبب زوجته الأولى وابنيها الذين رفضوني تماما ليس فقط كزوجة اب بل كأجنبية بالنسبة إليهم . وتقول : رغم أنى عشت بمسكن آخر بعيدا عنهم الا انهم كانوا مصرين على تعذيبي وكانت البداية التي اوصلتني للسجن عندما حاول ابن زوجي الكبير الحضور الى منزلي بعد ان اكتشفوا انني حامل بطفلتي محاولا اسقاط حملي بالضرب استطعت بصعوبة ان افلت من بين يديه لأهرب الى مركز الشرطة لاشكو حالي رآني الضابط بحالة يرثى لها فحولني مباشرة الى اقرب مستشفى وبقيت بالمستشفى لمدة 4 ساعات ولله الحمد لم يتضرر حملي وتأكدت من سلامة الجنين عدت لمركز الشرطة وخرجت منه بعد ان تعهد ابناء زوجي بعدم الاعتداء علي او التعرض لي بأي شكل من الاشكال.. وتقول السيدة المسكينة : كان زوجي يبيع او بالأصح يهرب القات وهو من الممنوعات بالمملكة ..ولم يجد ابناء زوجي طريقا للانتقام الا من خلال وضع كميات كبيرة من القات في شقتي التي اسكنها وعدت الى منزلي لافاجأ برجال الامن في الساعة الواحدة صباحا وهم امام بابي دخلوا وفتشوا منزلي ليكتشفوا وجود الكميات الهائلة ل(القات) انكرت علاقتي بها واكدت لهم ان زوجي هو من يتاجر به ويتعاطاه في نفس الوقت ولكن لا جدوى فلقد مسكوني بالجرم المشهود.. ذهبت لمركز الشرطة رميت بالسجن وكنت وقتها احمل ابنتي داخل أحشائي وبعد التحقيق وبعد قضائي 20 يوما ظهرت براءتي من هذه التهمة وطلبت الشرطة من زوجي الحضور لاستلامي.. الا انه رفض وانكر علاقته الزوجية بي واكد لهم انني مجرد (خادمة) عاملة منزليه كما رفض علاقته بحملي وان ما احمله باحشائي لا يمت له بصله ورغم وجود عقد زواج بيننا الا انني واثناء مكوثي بالزنزانه سرق ابناء زوجي العقد من منزلي وهو الاثبات الوحيد لزواجي بوالدهم الذي تكتم هو الاخر عن قول الحقيقه فقط ارضاء لزوجته الاولى التي كادت الغيرة تقتلها لوجودي بحياتهم. وتضيف أحلام :لم يكن لي قريب يساعدني فلم يكن امامي الا البقاء بالسجن وأرفع دعوى على زوجي بالمحكمة التي بعد فترة أثبتت صحة زواجي عندما اعترف زوجي بزواجه بي الا انه أنكر علاقته بالجنين الذي احمله وإنه طلقني .. رضيت بحكم المحكمة بقيت سنتين وما يزيد على ثمانية اشهر حبيسة واطالب باثبات نسب ابنتي التي ولدت بالسجن المحكمة طلبت بالتحاليل التي اثبتت نسب ابنتي وعبر المحكمة طالبت طليقي السعودي باستخراج كافة وثائق ابنتي من شهادة الميلاد وجواز السفر. وتضيف : خرجت بكفالة واحد من فاعلي الخير.. إلا إن زوجة طليقي حتى بعد فراقي عن زوجها هي وابنائها أبت إلا أن تخرجني من المملكة بلا عودة طلبت من زوجها اخذ الطفلة وترحيلي رفضت بشدة فابنتي التي لم يحن عليها والدها لن تعيش سعيدة بل ستكابد أنواع العذاب فوالدها لم يشعرها أبدا بحنان الأبوة تجاهها فهو لم يصرف عليها ريالا واحدا حتى انه لم يزرها يوما واحدا في حياته ولا يعرف شكلها.. تمسكت بطفلتي إلا أن اخوتها من أبيهم عادوا ليخفوا الممنوعات بشقتي التي اسكنها واثناء غيابي وضعوا كميات من (القات) وتكرر نفس السيناريو من جديد ورغم براءتي عشت بالسجن هذه المرة سنة و7 اشهر فقط انتظر ترحيلي فالحكومة قامت بكل ما يلزم من اجراءات لترحيلي الا انني ارفض ان اسلم ابنتي لزوجي وارفض الرحيل من دونها او تركها والتنازل عنها نهائيا الا انني ولضيق ذات اليد لا املك المال فكيف اتدبر اموري وابنتي بعد ترحيلي ولا املك سوى ثمن تذكرتي حتى وان حصلت على ثمن تذكرة ابنتي فكيف سنعيش ونتدبر امورنا في بلدنا الصومال بلد الحروب والفقر .. كل ما ارجوه من الله ان يسخر لي اهل الخير والمحسنين كل ما اريده المال الذي يكفيني انا وابنتي الصغيرة كي اسافر بها الى أي بلد عربي اعيش فيه واستقر اربي وادخل ابنتي المدرسة اريد لها العيش الكريم اريد ان اجد لها اللقمة والكسوة التي تسترها حتى تكبر اريد فقط مالا استطيع به تدبير اموري حتى اجد العمل الذي أحصل منه على قوتي وقوت ابنتي. وختمت السيدة (حليمة) حديثها وهي تبكي بحرقة اشكر الحكومة فهي لم تقصر معي ابدا وقفت بجانبي وساعدتني إلا إن ظلم الزمان وجبروت الناس هما ما جعلاني أرملة ومن ثم مطلقة مع طفلة أخشى على حالها ومستقبلها أرجو من الله ان يفرج همي فانا وابنتي اتخذنا من السجن مسكنا بإرادتنا خوفا من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان خارج الأسوار.