سعت مجموعة العشرين التي تضم دولا غنية ونامية إلى تهدئة المخاوف بشأن التهديدات الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط حسبما جاء في مشروع بيان اجتماعات المجموعة . ويأتي بيان مجموعة العشرين في أعقاب زيادة المخاوف من أن يؤدي ارتفاع تكلفة الطاقة إلى انخفاض معدلات النمو. وفي الوقت الذي استقرت فيه أسعار النفط في الاسابيع الاخيرة ظهرت إشارات على إمكانية أن ترتفع مرة أخرى خلال الايام التي سبقت الاجتماعات. وحذر وزير المالية الالماني هانز إيخل الذي تستضيف بلاده اجتماعات مجموعة العشرين أنه من المرجح أن تؤثر أسعار النفط المرتفعة على معدلات النمو العالمي العام المقبل. وقال إيخل: إن معدلات النمو الاقتصادي ستكون أضعف العام المقبل مقارنة بعام 2004. ومع تنبؤ كثير من المحللين الاقتصاديين باستمرار عمليات بيع الدولار ساد القلق بشأن انخفاض سعره مباحثات مجموعة العشرين حيث دعا المستشار الالماني جيرهارد شرودر واشنطن إلى معالجة مشكلات العجز التي تعاني منها للحد من تهاوي سعر الدولار. ودعا المستشار الالماني جيرهارد شرودر على هامش الاجتماعات الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ إجراءات للمساعدة في إنهاء مشكلة انخفاض سعر الدولار مشيرا إلى أن السبب في ذلك يرجع كما هو واضح إلى ما يطلق عليه اسم العجز الامريكي الثنائي (في إشارة للعجز التجاري وعجز الميزانية). وقال شرودر: لا يمكنك مطالبة الاوروبيين بالاستمرار في إجراء إصلاحات هيكلية وهو ما نقوم به بالفعل دون مواجهة احتياجاتك بأسرع ما يمكن وهو أمر ضروري من وجهة نظرنا. وجاءت تصريحات شرودر في أعقاب ما ذكره وزير الخزانة الامريكي جون سنو قبيل انعقاد اجتماعات المجموعة بشأن ضرورة أن تساعد أوروبا عملية النمو عن طريق إجراء إصلاحات هيكلية. ووصف شرودر قوة اليورو بأنها تبعث على القلق مما يعبر عن انزعاج أعضاء منطقة اليورو من تضرر صادرات الكتلة بسبب ارتفاع سعر العملة الاوروبية الموحدة. واقترح شرودر أن يدرس البنك المركزي الاوروبي وغيره من البنوك المركزية الاجراءات التي يتعين اتخاذها لمواجهة هبوط سعر الدولار. وجاءت نفس مخاوف شرودر على لسان هيروشي واتانابي نائب وزير المالية الياباني للشئون الدولية الذي وصف ارتفاع الين أمام الدولار في الايام الاخيرة بأنه سريع للغاية وقال: إن طوكيو ستتخذ خطوات حاسمة إذا اقتضت الضرورة لمواجهة هذا الارتفاع. وفي إشارة إلى عدم اهتمام دول مجموعة العشرين بالتدخل لدعم الدولار ذكر إيخل أن الولاياتالمتحدة تعهدت باتخاذ خطوات للتعامل مع العجز الكبير في ميزانيتها فيما صرحت أوروبا واليابان بأنهما ستسارعان بإجراء إصلاحات هيكلية لمواجهة المشكلات الاقتصادية العالمية. وأضاف: إن الصين وآسيا ستبديان في الوقت نفسه مزيدا من المرونة. وقال إيخل الذي يرأس اجتماعات مجموعة العشرين: ينبغي ألا يؤدي انعدام التوازن الذي يسود الاقتصاد العالمي بلا شك إلى تغييرات مفاجئة سواء في أسعار النفط أو معدلات الفائدة وهذا موقف مشترك. واتفقت دول مجموعة العشرين خلال الاجتماع على زيادة الضغوط لتحسين نظام تبادل المعلومات الضريبية على مستوى العالم من خلال تطبيق سلسلة معايير وضعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وإلى جانب ألمانياوالصينوالولاياتالمتحدة تشمل دول مجموعة العشرين الارجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا وفرنسا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا والمكسيك وروسيا والس عودية وجنوب أفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة كما أن هناك ممثلا للاتحاد الاوروبي في المباحثات. وتمثل مجموعة العشرين أكثر من 90 بالمائة من النشاط الاقتصادي العالمي. وأعلنت الارجنتين في اللحظة الاخيرة أنها لن تشارك في اجتماع برلين بسبب الخلاف الذي وقع بخصوص اتفاق جديد يقضي بحل أزمات الديون الكبرى حيث تخشى بيونس أيريس من أن تجبر على اتخاذ موقف محدد من هذه القضية. وانسحب وزراء مالية روسيا وكوريا واليابان أيضا من المحادثات لأسباب مختلفة الامر الذي يشكل انتكاسة لمداولات اليوم الاول في الاجتماع.