أعيادنا في أمتنا العربية منذ النكسة الكبرى بعد ضياع الخلافة الراشدة احزان وآلام تتجلى مع الدهر قرنا بعد قرن. تنحدر الامة في الأقليات وتزوير التاريخ في المجد حتى ابتعدت عن عروبة الاسلام ونسبه الذي يجمع الجميع. كل بدأ يتربص بالآخر بالجرائم المدبرة وإيجاد نماذج مزيفة باسم الاسلام تارة والعروبة تارة اخرى حتى وصلنا الى ترجمة معاني القرآن الى غير العرب وقطعنا حبل عروبة اللسان عن المسلمين فكان انتماؤهم لأرض الاسلام العربية غير الاماكن المقدسة انتماء باردا للاعلام فقط كما كان انتماء العرب لاراضي غير العرب كذلك. ويأتي عيد هذا العام والفلوجة تحاصر بالقذائف والدمار بدعاوى متعددة والذي نفهمه كبسطاء في السياسة ان المدينة قالت لا لفرض الاحكام ولإملاءات المارد الكبير. كثرت الفتاوى وتناقضت بين الفقه والسياسة واختلط الحابل بالنابل في كل شيء وبقي المسلمون يترقبون ما يجري للاطفال والنساء في العراق وتكرر سيناريو النجف الاشرف والذي سوف يتكرر في مدن اخرى صامدة في العراق الآن لكنها مرصودة عند المحتل. خبز الديمقراطية المسموم لم يخدع الجميع لونه لذا لم يفكروا في طعمه، اما الذين ذاقوه وادمنوا عليه بالمدد المالي والوعود الكاذبة فإنهم لن ينالوا شيئا، والديمقراطية الواردة او المصنعة من علب الكرتون في بعض دولنا العربية لانحتاجها اطلاقا الذي نحتاجه فقط إكرام الانسان كإنسان أكرمه الله في الارض، وحثت الاديان على حريته وعيشه الكريم فمن ولي للانسان ولاية فأكرمه فقد فاز، ومن أذله بأي صورة كانت فسوف يحاسب حسابا عسيرا لان مظالم الناس تقضي بينهم وبين الظالمين يوم القيامة وتحتاج صفحا من المظلوم لايرقعها اجتهاد وان رقعها في الدنيا فأسكت الناس خوفا او جهلا او عدم شق عصا الطاعة. كل ما ذكرت أحزان في العيد فأين الفرح فيه؟ إنه في قلوبنا كمسلمين بقوة الايمان التي لن يهزمها واقع الخوف الذي يلف العالم، انها الانتماء للوطن الذي هو للجميع دون استثناء نحب من أحبه ونكره من يتعامل ضده، انه التربية الصحية لأبنائنا للاعتزاز بالنفس والانتماء للدين والارض. الفرحة قوة تجتاح غيوم الحزن وتقوي الضعف الذي جعلنا الأعداء ندمنه بطوع إرادتنا.