أكد مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية الدكتور محمد حسن العطار ان المستقبل يحمل في طياته مؤشرات واعدة اذا لجأت دول الخليج الى اعتماد زراعة الأعلاف بالمياه المالحة نظرا لجدواها الاقتصادية ومردودها الذي سيعود علي الثروة الحيوانية في المنطقة جراء توفير غذاء محلي بسعر يسير وقليل التكلفة لمكونات هذه الثروة. واشار الى ان المركز يولي اهتماما كبيرا لاستخدام المياه المالحة في الانتاج الزراعي لاسيما زراعة الاعلاف نظرا لاهميتها بالنسبة لدول عديدة لاسيما دول الخليج0 واضاف الدكتور العطار ان المركز الذي تأسس عام 1999 عن طريق مساهمات مالية من البنك الاسلامي للتنمية والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية وصندوق اوبك للتنمية الدولية مستمر في عمله لخدمة دول كثيرة بينها 55 دولة اسلامية من ضمنها دول عربية0 واشار العطار الى ان صندوق اوبك ساهم في انشاء هذا المركز منذ بداية تأسيسه بتقديم مليون دولار سنة 1998 لبناء المركز ثم 250 ألف دولار سنة 2000 ومبلغ 200 الف دولار سنة 2003 اضافة الى منحة بمقدار 400 الف دولار هذا العام0 واوضح ان هذه المبالغ المقدمة من صندوق اوبك تستغل في التدريب والتنمية الزراعية المستدامة باستخدام المياه المالحة معتبرا هذه المساعدة من بين العوامل التي ساعدت على نجاح المركز واستمراره في العمل بشكل فعال0 وقال ان المركز ينفذ حاليا 30 مشروعا في انحاء العالم لاسيما في الدول العربية وشمال افريقيا ووسط وجنوب شرق اسيا وهو رقم جيد عند مقارنته بمشروع واحد عند تأسيس هذا المركز. وتابع ان هذه الدول تعاني شح المياه فيها اضافة الى مشاكل التملح في اراضيها. واوضح ان المركز يقوم بنقل التكنولوجيا اللازمة والعلم الحديث لها في استخدامات المياه المالحة بحيث يكون بمقدور فقراء هذه الدول لاسيما المزارعين البقاء في اراضيهم لزراعتها والاستفادة منها وحصولهم على دخل جديد باستخدام المياه المالحة في فترات غير الفترات الزراعية. وقال العطار ان الزراعة الملحية هي علم معروف منذ 25 سنة تقريبا ولكن لا توجد نظم زراعية مستدامة مفيدة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية ويستطيع الانسان استغلالها0 وعن بعض المؤسسات المنافسة للمركز قال ان هناك الكثير من المؤسسات عملت في هذا المجال غير ان المركز يختلف عمله في هذا المجال تماما حيث ان المركز يوجد نظما زراعية مستدامة باستخدام المياه المالحة وباستخدام نباتات تتحمل ملوحة عالية0 واشار الى ان المركز يحاول استخدام المياه المالحة في الاراضي الهامشية وليس الاراضي الزراعية0 وذكر ان استخدام المياه المالحة في الزراعة له مضار كثيرة وبالتالي يجب ان تأتي بنظم ري سليمة بحيث ان المياه المالحة تروي ولكنها لا تتجمع في منطقة الجذور وهي المنطقة المهمة عند النبات0 واضاف انه اذا تجمعت المياه المالحة في منطقة الجذور فحتما ستموت النباتات مشيرا الى ان طريقة المعهد هي الري بالمياه المالحة ولكن مع ضمان ان تمضي المياه المالحة الفائضة عن الحاجة وتذهب الى اماكن خاصة ولا تتجمع في منطقة الجذور0 ووصف العطار هذه الطريقة بأنها عبارة عن اسلوب ري حديث0 واشار الى انه لا يمكن استخدام مياه مقطرة في الزراعة وهي مكلفة جدا لذلك فان هذه الدول مضطرة ان تستخدم التقنيات التي استحدثها المركز مشيرا الى وجود حاجة ماسة لهذه التقنيات0 وكشف العطار حاجة المركز الى مزيد من الاموال قائلا ان مقيمين دوليين اكدوا حاجة المركز الى مابين 8 الى 10 ملايين بدلا من ميزانيته الحالية البالغة 3 ملايين دولار تقريبا0 وقال ان الملوحة تظل مشكلة عالمية وتحتاج الى طرق بسيطة وغير مكلفة بحيث يستطيع الفقراء استخدامها0 يذكر ان المركز الدولي للزراعة الملحية يقع مقره في مدينة دبي حيث وفرت دولة الامارات العربية المتحدة قطعة ارض مساحتها اكثر من 100 هكتار للمركز فضلا عن الكثير من التسهيلات الاخرى.