فجر الطبيب الخاص لياسر عرفات مساء أمس صمت الأطباء الفرنسيين على حالة الزعيم الفلسطيني وطالب بفتح تحقيق رسمي موسع ومفصل بشأن المرض الذي توفي به في مستشفى بيرسي العسكري بضاحية كلامار الباريسية، مدعما بذلك شكوكا شديدة تعتري الفلسطينيين والمراقبين الذين يرجحون نظرية المؤامرة في وفاة "الختيار". وقال الاستشاري الأردني أشرف الكردي طبيب عرفات الخاص وصديقه: إنه لا يمكن أن تمر وفاة عرفات دون متابعة ولا بد من تشريح جثته كي يتمكن الشعب الفلسطيني من معرفة الحقيقة. وقال، في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية مساء أمس: ان ملابسات تدهور الحالة الصحية لعرفات بشكل سريع فور نقله الى باريس رغم انه غادر رام الله في 29 تشرين الاول اكتوبر واعيا أثارت لديه شكوكا. واضاف ان سلوك اعضاء مكتب عرفات كان مستغربا اذ تأخروا كثيرا في طلب مجيئه لفحص عرفات عندما بدأت صحته في التدهور رغم انه عادة كان اول من يتم الاتصال به في هذه الحالة. واشار الى انه ظل الطبيب الخاص لعرفات لمدة تزيد عن عشرين عاما. واكد الكردي ان هناك خطأ ما في ملابسات مرض ووفاة الزعيم الفلسطيني خاصة انه لم يعلن حتى الان اي شئ عن تطورات مرضه قبل ان يفارق الحياة.وأفاد أنه شخصيا واجه نكرانا غريبا من قبل مسؤولين فلسطينيين تعودوا أن يرحبوا به في حياة الزعيم خلال مرضه. وأنه كلما كان يحاول أن يأخذ تفسيرات من أطباء فرنسييين يعالجون عرفات كانوا يكتفون بالقول: ان ستارا حديديا مفروضا عليهم لا يسمح بتسريب أية إفادات. وتساءل لماذا لم يتعاون معه المسؤولون الفلسطينيون معه ولم يبلغوه بالتطورات الأولى عن صحة عرفات وهو صديقه وطبيبه منذ 25 عاما، مشيرا الى أنهما لطالما سهرا معا عندما كان أبو عمار يزور الأردن. ولم يستبعد أن يكون عرفات تعرض لحالة مشابهة لما أصاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما حاول اسرائيليان اغتياله في العاصمة الأردنية في عهد الملك حسين الراحل بواسطة سم غازي، مشيرا بذلك الى أن المؤامرة لاغتيال الزعيم الفلسطيني قائمة طالما لم يعلن تشخيص دقيق يحدد سبب مرضه ووفاته. وأضاف أنه شخصيا كان من الذين تابعوا حالة خالد مشعل وإعطائه الترياق المضاد للسم (أنديدوت) بعد أن تدخل العاهل الأردني الراحل شخصيا من أجل إنقاذه. واستنكر الكردي بشدة كيف تدهورت صحة أبي عمار بشكل متسارع في غياب تفسير من باريس بشأن ذلك. كما استنكر كيف أنه كان آخر من يعلم من الأطباء بشأن حالة صديقه عرفات. وأفاد أن أطباء مصريين قدموا للكشف عنه وشخصوا الحالة بالأنفلونزا الحادة وبعد ذلك وبناء على طلب زوجته سهى حضر أطباء تونسيون لمعاينته وبعد ذلك أدرك أن عليه أن يتوجه (الكردي) شخصيا من أجل أن يعرف بنفسه ما الذي يعاني منه الزعيم الصديق وبناء على طلب من الملك عبدالله الثاني وصل الى رام الله وقرر مع الأطباء الآخرين بأن عرفات يعاني من مشكلة ينتج عنها تكسر في الصفائح الدموية ويلزم نقله الى الخارج، مشيرا الى أن عرفات اختار فرنسا لصداقتها مع العرب.