ينقضي رمضان مودعا نفوسا طهرت بالتقوى وتسامت بحب الله وحب من احبه من عباده.. اخرجت صدقاتها طهارة لمالها وزكت نفوسها جبرا لصيامها وايقنت ان الدنيا بما فيها من سلطان لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكيف يعتبر الطغاة والطامعون فيما بين ايدي الناس من نعم.. ان الاستخلاف في الارض ليس عبثا للانسان انه امتحان صعب ليوم عبوس قمطرير ..يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته التي تؤويه, يوم ليس فيه حرس يحمي الانسان ولا حصانة دبلوماسية تقي بل العمل الصادق لوجه الله, يوم يتمنى كل ظالم ان يكون بين يديه وبين ظلمه بعد المشرقين لكون الظلم قرين الظالمين, لم لا يتعظ الانسان عندما يقرأ: (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك)؟ ايكون جوابنا كبشر الغرور بالسلطة والقوة والصحة والابتعاد عن العدل وصنع عدل مزيف تروج له ابواق الشر التي لن تكون معنا يوم الحساب بعد ان حجبتنا عن الخير والصواب. ينتهي رمضان بآخر عشرة ايام هي عتق من النار فهل عتقنا انفسنا من الظلم والطغيان وتدبرنا من يعمل لصالحنا ووطننا ومن يعمل ضدنا وان اظهر المودة؟ وتأتي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أليست هي بداية تحول لكل مسلم حيث نزل فيها الكتاب؟ أليست ليلة الفوز لمن حضرها متيقنا بواجباتها ومافرضته من التزام بالعدل والانصاف مع النفس والآخرين؟ أليست تساوي (83) عاما من اعمارنا فكيف من شهدها بحق وصدق طوال حياته التي كتبها الله لعيشه؟ الناس يرحلون ولا تبقى الا ذكراهم الطيبة وما زرعوه في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة. رسالة: متى يعلم الغاصبون لحقوق غيرهم ان دعوات المظلومين تصل دون حجاب؟