"الأستاذة حكيمة، دار نقاش بيننا في حق المرأة في الترشيح للانتخابات البلدية، ونبع مع النقاش سؤال اكثر عمومية وهو ما مدى حق المرأة في المشاركة السياسية وما عليها من واجبات؟" @@ طالبات من كلية الآداب أخواتي: أفهم من سؤالكن أنكن تردن أن تعرفن مدى حق المرأة في المشاركة السياسية من وجهة النظر الاسلامية ومن هناك سيكون اجتهادي في الإجابة من أجل (المشاركة) معكن، وليس فرض رأي الفقيه أو العالم فقد كفل الإسلام للمرأة حقوقا لم يكفلها لها دين من قبل، وقد أعطاها الإسلام حقا في المشاركة السياسية، حيث وجه الله سبحانه وتعالى خطابه في كتابه الحكيم إلى الرجل والمرأة معاً! وتأملن في قوله تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) وعرفنا القرآن أن العمل وأجره ليس قاصرا على الرجل فقط، ويقول سبحانه وتعالى: (فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض) وجعل الإسلام الرجل والمرأة في محاسبة واحدة، وعطاء واحد يوم القيامة قال تعالى: ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) وقد شاركت المرأة في صدر الإسلام في اختيار الحاكم حفاظا على سلامة البلاد وأمنها بل إن أسماء رضي الله عنها انكرت على الحجاج بن يوسف شططه وغلوه وظلمه. ولا ننسى مبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم.. وعلى المرأة حقوق وشروط وحدود في العمل الاجتماعي والسياسي مثل أي عمل آخر أولها (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) فيجب عليها أن تكون جادة إذا تحدثت مع الرجال (وقلن قولا معروفا) وألا تخلو برجل امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) ووجب عليهما تجنب موضع الريبة وظاهر الإثم وباطنه، والاحتشام الشرعي، واختيار العمل الذي يناسب ظروفها وإمكانياتها وألا تكون المشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي اهمالا لبيتها أو أسرتها.