شهدت بيوت الله خلال شهر رمضان نشاطا واقبالا من المسلمين في اداء الصلوات المفروضة وصلاة التراويح وصلاة القيام بحثا عن الاجر العظيم. ويختلج الانسان شعور ايماني لصوت قراءات بعض القراء حينما يعتلي صوته عبر المآذن وميكرفونات المساجد بكلام الله الا ان اللأفت للنظر ان الكثير من المساجد بمحافظة الجبيل وخاصة في مساجد المخيمات وسكنات وكمبات الشركات يؤم بها ثلة وجيل من الدول الاسلامية غير الناطقة بالعربية يجيدون حفظ القرآن الكريم وباصوات تأخذ بالالباب، غير انهم لا يتحدثون العربية، واذا حاولت الحديث معهم بالعربية يتلعثم اللسان الذي ينطلق بحلاوة القرآن وبلسان عربي تحسبه انه عربي المنشأ والمنبت. هناك ايضا من بين هؤلاء الائمة المتنافسين في حفظ القرآن صغار السن الذين حفظوا كتاب الله في سن مبكرة، وهؤلاء رغم صغر سنهم يحاولون اثبات وجودهم ومنافسة من هم اكبر منهم سنا، مستعينين بقوة ايمانهم وحفظهم للقرآن ويقف وراء كل ذلك آباء فطنوا للدنيا واهمية تعليم الابناء القرآن بل يقومون بخدمة ايصال ابنائهم لتلك الشركات والمخيمات مبتغين الاجر من الله. وفي لقاءات ل (اليوم) مع بعض هؤلاء الائمة ومنهم عبدالرحمن شهادت علي باكستاني الجنسية يبلغ من العمر 15 سنة ولم يدخل المدرسة الا بعد ان اكمل حفظ القرآن في سن العاشرة بعد ذلك دخل المدرسة ووصل الى المرحلة المتوسطة بمدرسة باكستانية. وقال عبدالرحمن بدأ والداي يحفظانني السور الصغيرة حتى دخلت حلقات التحفيظ وعليه اتممت حفظ القرآن وحصلت على تقدير امتياز من جمعية تحفيظ القرآن بالدمام بنسبة 85% وعن طريقة مذاكرته والتوفيق بين المدرسة وحلقات التحفيظ قال يبدأ برنامجي من بعد صلاة العصر الى وقت العشاء في حلقات التحفيظ وبعدها اراجع دروسي واحل واجباتي المدرسية بمساعدة والدي وبعد صلاة الفجر امسك مصحفي احفظ القرآن حتى يحين وقت المدرسة فاذهب اليها. وهكذا كان وقتي مقننا من قبل والدي واستطعت ولله الحمد التوفيق وتحقيق النجاح والتفوق في ظل وجود اسرتي المحافظة والمتابعة لي طوال حياتي ولم يكن لدي وقت فراغ اشغله في لعب وتسليه لاني مطالب وملزم باكمال حفظ القرآن ومواصلة الدراسة ايضا واردف يقول ان اخوتي الثمانية كلهم حفظه للقرآن اربعة اولاد واربع بنات وفي هذه السنة استطاعت والدتي اكمال حفظ القرآن الكريم وهذا شرف اعتز به. عصا المدرس الشاب حسين شبرا احمد يبلغ من العمر 19 عاما باكستاني الجنسية حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره صغير وهو ابن 11 سنة ولم يدخل المدرسة سوى انه تعلم في البيت بواسطة والديه اللغة الانجليزية والاوردو وحاليا بدأ يتعلم اللغة العربية عن طريق استاذ الحلقات القرآنية. سألناه ان كان هناك معوقات في حفظ القرآن لكونه لم يدخل المدرسة قال لم يكن هناك معوقات تذكر سوى ان كل المعوقات لا تتجاوز عصا مدرس ومعلم الحلقات واضاف يقول لقد حصلت ولله الحمد على تقدير امتياز بنسبة 85% من جمعية التحفيظ بالدمام. عزيمة واصرار ثم التقينا بمعلم ومدرس حلقات التحفيظ بجمعية الجبيل الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ لطف الله عبيدالله الحسيني الذي يدرس الطلاب السعوديين وكذلك الطلاب من الجاليات المختلفة، والتحق بالجمعية قبل اثنى عشر عاما تقريبا وتحدث معنا في البداية عن الفرق في طريقة تدريس الطلاب السعوديين وبين الجاليات الاخرى فقال ليس هناك فرق في التدريس سوى ان البعض من الجاليات قد يضاف لهم ممن يرغبون وقت لتدريس اللغة العربية. اضاف ان الطلاب الاعاجم من الجاليات الاسيوية حينما يلتحقون بحلق التحفيظ يتسمون بالعزيمة والاصرار على اكمال المشوار في حفظ القرآن كاملا بالاضافة الى شبه التفرغ الكامل لذلك ومن خلفهم اباؤهم الذين يحرصون كل الحرص على ذلك لانهم اتوا مع ابائهم من اجل العمل انهم يكثرون هنا خاصة بمحافظة الجبيل بحكم الاعمال والشركات الصناعية المختلفة لذا فان اباءهم لا يريدون ان يتركوا لابنائهم مجالا لضياع الوقت والاستفادة من عمر الشباب في حفظ القرآن وهاهم جنوا الثمار فبعد ان اكملوا حفظ القرآن دخلوا المدارس ووصل بعضهم الى الجامعة وفي تخصصات فنية دقيقة ولم يكن التحفيظ عائقا كبيرا امام تحقيق بعض الطموحات التي بحث عنها آباؤهم. واشار الى انه بالنسبة للابناء السعوديين فهم يعانون من امرين اولهما انهم يدرسون وملتحقون بحلق التحفيظ الذي يطالب حينها بمضاعفة الجهد لمن يريد حفظ القرآن لكن الواقع اغلب الطلاب السعوديين لا يستطيعون وفي نظري ايضا انهم دخلوا حلق التحفيظ ليس من باب اكمال حفظ القرآن الكريم ولكن للتواصل مع الحلق فقط. امامة المسجد وعن تنسيق امامة هؤلاء الطلاب من الجاليات لامامة المساجد في رمضان قال الشيخ لطف الله ان هؤلاء الابناء لم يصلوا لهذه الدرجة من المكانة الا بدافع ومتابعة من والديهم ثم انه بحكم كون الجبيل مدينة صناعية يكثر بها عدد هائل من الجاليات واعدت لهم شركاتهم سكنات تخص بهم وبها مساجد بجاحة الى ائمة يؤمون بهم خاصة في رمضان فكانت هناك الحاجة للبحث عن امام من حفظة القرآن ومن نفس جنسياتهم ناشدت هذه الشركات بايجاد قراء يؤمون المصلين في شهر رمضان فرشحنا لهم مجموعة من الطلبة لتلك المساجد من الذين تم اعدادهم للوقوف امام المصلين وامامتهم، كما يقوم اباؤهم بايصال ابنائهم لتلك المخيمات والسكنات لامامة المصلين هناك، وذلك تبرعا منهم ودفعا ووقوفا مع ابنائهم الحفظة ولا يتقاضون اي مبلغ كان مبتغين الاجر من الله سبحانه وتعالى كما يتم يوميا مراجعة حفظ القرآن سويا. بين 1000 و50 مصلىا واضاف لطف الله انهم يكتفون بصلاة التراويح فقط في هذه المساجد ولا توجد هناك صلاة تهجد بحكم ان هؤلاء العمال لديهم اعمال في الصباح يوميا ولا يستطيعون الحضور لصلاة التهجد واضاف يقول يوجد بسكنات وكمبات هذه الشركات اعداد هائلة من العمالة يصل عدد المصلين في بعض المساجد الى قرابة 1000 مصل واقل مسجد به 50 مصليا. جموع من المصلين