يقوم جذع الدماغ بالوظائف (الحيوية) للجسم بما فيها الوعي والتنفس وضغط الدم، وجذع الدماغ هو ذلك الجزء من الدماغ الذي يتصل بأعلى الحبل الشوكي، اذا تضرر جذع الدماغ الذي يتصل بأعلى الحبل الشوكي، واذا تضرر جذع الدماغ بدرجة بالغة ليصبح عاجزا عن العمل، تنفصل بقية اجزاء الدماغ تماما من الجسم، ويجب اخضاع المريض عندئذ الى جهاز مساعدة خارجي في تأدية مهامه الحياتية للمحافظة على تنفسه ودورة دمه، ان المرضى الذين يصابون بالغيبوبة ويستمرون في التنفس لا يعتبرون موتى بسبب موت جذع الدماغ، اذ يمكن ابقاؤهم على قيد الحياة لاشهر بل لسنوات. عندما تكون خطوط (مرسمة موجات الدماغ)مسطحة مشيرة بذلك الى عدم وجود نشاط كهربائي في الدماغ، فيما تشير المواد الملونة التي تم حقنها في مجرى الدم عادة الى عدم وجود دوران للدم عبر الدماغ). يقال ان المريض (ميت بسبب موع جذع الدماغ) يمكن ان يتوقف مؤقتا عمل جذع الدماغ بفعل تناول المريض جرعات زائدة من الادوية، او بسبب الهبوط الحاد لدرجة حرارة الجسم، او بسبب بعض الالتهابات الدماغية. وقد يكون سبب الضرر الدائم وغير القابل للعلاج سكتة دماغية او ورما او مرحلة متقدمة من انخفاض ضغط الدم الناتج عن نوبة قلبية، في هذه الحالات تكون حالة فقد الوعي وعدم القدرة على التنفس دائمة، ويعتبر المريض حيا بسبب موت جذع الدماغ، عندما يموت الدماغ تنعدم امكانية شفاء المصاب ولكن من الممكن ابقاؤه حيا بصورة اصطناعية لبضعة ايام، لذا يمكن ابقاء التنفس والدورة الدموية يعملان بواسطة وسائل ميكانيكة فتبقى الاعضاء الرئيسية الاخرى في الجسم حية على الرغم من موت الدماغ، في مثل هذه الحالة تصبح الطرق التقليدية لتحديد الوفاة - اي بالاستناد الى توقف التنفس والنبض - بدون معنى نظرا لان الآلة يمكنها ان تقوم بهاتين الوظيفتين، وتحدث الوفاة نهائيا عندما يقرر الاطباء وقف عمل الاجهزة المساعدة، ان الدول تتفاوت في هذه المقاييس، ففي بريطانيا مثلا، يتم تحديد موت الدماغ من خلال تقييم طبي موسع ومفصل الوظيفية جذع دماغ المريض، وبعد معرفة سبب توقف الجذع عن اداء وظيفة، كما يجب ان ينعدم كل النشاط السريري لجذع الدماغ وجاء في ذلك ارتكاسات جذع الدماغ التي تتحكم بوضعية العين وحركتها. وان تستنفد الوسائل الميكانيكية الاساسية الداعمة للحياة التي تحافظ على استمرارية عمل نظامي الدورة الدموية والتنفس، قبل السماح بوقف عمل الاجهزة المساعدة، اما في الولاياتالمتحدةالامريكية فان موت الدماغ بانه الصمت الكهربائي للدماغ (الذي لم تسببه الأدوية) استنادا الى ما تقرره خطوط مرسمة موجات الدماغ على مرحلتين تفصل الواحدة عن الاخرى فترة ثماني ساعات. @@ د. محمد حسين الخالدي