عزيزي رئيس التحرير الابداع البشري الذي يبدأ بالتمهيد له منذ الطفولة ويستمر معه الى نهاية المرحلة الثانوية فيتطلب وضع خطة شاملة تربوية ومنهجية وهو الذي سوف يكون بإذن الله انسانا فعالا يعتمد عليه المجتمع يفيد دينه ثم وطنه ومجتمعه ونفسه. فالمستقبل يبنى من أبناء الوطن فالمعلم يجب ان لا يكون أداة تلقين وحسب والطالب يجب ان لا يكون أداة تسجيل تتلقن المعلومات فالتعليم القديم يحاكي ذاكرة الطالب والجديد يجب ان يحاكي عقله وذهنه ولتحقيق ذلك لابد من قيام علاقة خاصة ومتميزة بين المعلم والطلاب يحكمها الوعي والمسؤولية. فالمدرس يأتي لاعطاء درسه وهناك انطباع يكونه الطلاب حول المدرس وحبهم للمادة فان احبوا المدرس احبوا المادة واستوعبوا دروسها وتفوقوا فيها. فالمدرس الذي يأتي طلابه مبتسما ويحسن الاصغاء لهم ويشعرهم باهميتهم والذي يشرك الطلاب في الدرس ويمتلك القدرة على ايصال المعلومة بعيدا عن اساليب التلقين الجامدة هو المدرس الذي يمكنه ان يساهم في بناء المستقبل. فالمعلم الجيد هو الذي يمنح لكل واحد من الطلاب فرصة تقويم نفسه واشعاره بالتقدير واعطائه الفرصة للتعبير عن نفسه ويجعل الطلاب مشاركين في الحصة بفعالية. فينبغي على المعلم ان يوزع كلامه بالتساوي على الطلاب كلهم سواء الذكي او الثرثار او المرجوج المصرقع او الخجول الذي يخجل عندما يتواجد بين الطلبة او المجموعة وهذا له معامله خاصة من المعلم. فلا يجب ان يهين المعلم طالبا على الاقل امام الاخرين يحاول مع الطلاب الفاشلين ولا يجعل معهم حدودا خصوصا اذا كانوا يكرهون المدرسة والتعليم ويحاول دون اجبار ان يكسب ثقة الطلاب وذلك لان التعليم لا يتم الا في اطار علاقة طيبة مع روح الدعابة ضمن حدود معقولة داخل حدود المدرسة وخارجها وان يستغل هذه العلاقة لكي يفيد الطلبة في دينهم ودنياهم ومحاورتهم في مشاكلهم واخذ آرائهم فيما يتعلق بالنشاطات الخاصة بهم. والطالب اذا ارتاح مع المعلم فسوف يستجيب له ويبدع في مادته. @@ هشام عبداللطيف النعيم