كيف لفصائل بني + B أن تقاطع الدجاج ولم؟ هذا السؤال لم يجبه الزميل الكاتب صالح الشيحي وهو ينقل لنا رأي زميله الدكتور (خالد أبا حسين) المتخصص في الطب البديل، حول ضرورة أن يمتنع أصحاب فصيلة الدم + B من أكل الدجاج. وحيث انني بائوية موجبة أصيلة أنتمي لنفس الفصيلة، شهقت وكدت ألهد على صدري لهدة تذهب فؤادي:"إلا بنات المذن يا شيحي". وإلا هذه سبقها تسليم واستسلام لممنوعات ومكروهات تجنبناها على كره حينا و حينا آخر على مضض. وقبل سرد قصص تسليمنا، أروي قصة (بنات المذن) اللاتي طلقهن الشيحي بالثلاث، لمن لم يعرفها. والمذن اختصار نجدي لمفردة (مؤذن) والمؤذن هنا هو الديك، وما بناته اللاتي يتعازم على صحونها الأقارب والأصحاب إلا الدجاج. (ما عندنا إلا بنات المذن) عبارة تداولها الداعون فجأة لوجبة غداء أو عشاء، كدلالة على عدم التكلف حيث الجود من الموجود، والموجود غالبا هو الدجاج لسهولة هضمه وطبخه وثمنه. وقد بدأتُ بمرافقة (بنات المذن)، حين عافت نفسي زمنا أكل لحوم الضأن وقد رأيت يوما رأس إحداها فاغرا فاه مفرغا لسانه مبرقا عينيه على تل من الرز تحلقنا حوله متأنقات متعطرات غير آبهات بإيماء رأسه نحونا، فكففت يدي وقلت آتوني بكسرة خبز و جبن أبيض، مستبدلة الذي هو أدنى بالذي هو خير. وانقلبت بعدها إلى حالة دجاجية متعددة الأشكال والمذاق، سكالوب دجاج، شيش طاووق دجاج، كباب دجاج، شاورما دجاج. وهذه الأخيرة اُغرمت بها حينا حتى وقعت عيني على تحقيق صحفي، رصدها تُعد في مغاطس حمامات مفتقدة لأبسط معاني النظافة، فسقط قلب في معدتي التي أدمنت الشاورما طويلا، وقلت آن لك يا معدة أن تهجري مزار أعمدتها المنتصبة بين يدي معلم ينحتها طوال يومه. وذات مجلس أخبرتنا إحداهن عن مكعب مرقة الدجاج المنكهة لأطباقنا، كيف يُعفس ويُدفس فيه الدجاج بريشه ومنقاره وأقدامه وفضلاته، فالتفتت إلى والدتي وقالت عيوننا معا أن لا مكعبات دجاج بعد اليوم. وبقيت أنا ووالدتي بعد كل مغرب رمضاني نندب نكهة هذا المكعب في حساء نغرقه بالليمون علنا ننسى ولا نفعل، هي تكاد تندم: "ماش، ماله طعم" وأنا أصبرها:"سنتعود". تركنا شاورما الدجاج وهجرنا مرقة الدجاج، لكن الدجاج صعب يا صالح صعب.