عدّ وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري قطاع النقل من العناصر المهمة في إستراتيجية مكافحة الفقر، مشيرا إلى أن الوزارة تضع في سلم أولوياتها ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك والتصدير، بالإضافة إلى ربط المناطق السياحية بالمناطق التي يتركز فيها السكان، مستعرضا ما تم إنجازه في مجالات الطرق الجديدة التي بلغت أطوالها 3212 كم، مشيرا إلى أن مجال السكك الحديدية قد شهد توسعا كبيرا في تنفيذ المشروعات الحيوية، بالإضافة إلى الموانئ وشبكات النقل العام في المدن الرئيسة. وأكد الدكتور الصريصري في مستهل أعمال ندوة «المملكة والمنجزات الاقتصادية في البنية الأساسية»، وذلك ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة المقام بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات والتي عقدت مساء اول من امس، على أهمية الدور الكبير الذي تقوم به البنية التحتية في توسعة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد الوطني في رفع الكفاية الإنتاجية وتحسين الجودة وتوسيع دائرة المنافسة وجلب الاستثمارات الأجنبية. وذكر الدكتور الصريصري في الندوة التي أدارها الدكتور فهد البادي وشارك فيها وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ونائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، ووكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور أحمد بن حبيب صلاح، والدكتور يوسف بن عثمان بن حزيم، أن الاستثمار في البنية التحتية يحقق هدفين مهمين الأول على المدى القصير ويعمل على الإسهام في تحقيق النمو من خلال السيولة الناجمة عن الإنفاق على البنية التحتية، والثاني على المدى المتوسط والطويل ويعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد بشكل يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور اختناقات ضاغطة على النمو ويعمل على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الأنشطة الإنتاجية والاستفادة من المزايا النسبية المتوافرة، مشيراً إلى أن العلاقة طردية بين التقدم الاقتصادي وتوافر البنية التحتية المتطورة. وبين أن دور النقل يأتي في مقدمة قطاعات البنية التحتية وعمودها الفقري، الذي يرتكز على زاويتين مترابطتين تعتمدان على تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني على المستوى الإقليمي والدولي، لافتا النظر إلى أن المملكة في هذا الصدد عضو في منظمة التجارة العالمية، وأيضاً عضو في منطقة التجارة العربية الحرة، وتشكل مع بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اتحاداً جمركياً، بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية مع عدد من الدول الإقليمية، وجهود المملكة إلى الدخول في منطقة تجارة حرة مع العديد من الدول. وتحدث الدكتور الصريصري عن قطاع النقل بتحقيق هدف المرونة في الاقتصاد الوطني وزيادة التنافسية بالوسائل الممكنة بربط المملكة مع الدول المجاورة بطرق برية ذات كفاءة عالية وخطوط سكك حديدية وموانئ ذات سعة عالية يسهل وصول المنتجات السعودية إلى الأسواق الأخرى ويزيد من تنافسيتها، ويخفض من تكاليف استيراد المواد الأولية بحيث ينعكس ذلك على التكاليف الكلية للمنتج السعودي مما يشجع الاستثمار المحلي والأجنبي مع المملكة. بعد ذلك تحدث وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عن أهم التحديات التي تواجه الوزارة ومنها النمو السكاني في المملكة، واتساع الرقعة الجغرافية، والتكلفة المرتفعة في الرعاية الصحية لكبار السن، مستعرضا الأمراض المزمنة التي يعاني منها المجتمع وكبار السن، وفي مقدمتها مرض السكري، متطرقا إلى الإمكانات الصحية التي توفرها وزارة الصحة للمواطن بطاقة استيعابية تفوق 65 ألف سرير بمختلف مناطق المملكة، إضافة لما يقدمه القطاع الأهلي. إثر ذلك تحدث نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف عن الخطة المستقبلية للتعليم العالي، مستعرضا جهود الوزارة في هذا المجال، حيث بين أن هناك أكثر من 25 جامعة حكومية، و9 جامعات أهلية، و35 كلية أهلية، مشيراً إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وما يقدمه من طموحات لسوق العمل حيث يدرس في الخارج أكثر من 150 ألف طالب وطالبة في أكثر من 26 دولة. فيما تحدث وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور أحمد بن حبيب صلاح عن البنية الأساسية للدولة من مستشفيات وجامعات والصحة وخدمات الطرق والموانئ والمطارات والطاقة والكهرباء والاتصالات والخطط المستقبلية لكل ما يهم المواطن والمقيم. من جهته طالب الدكتور يوسف الحزيم بالتنسيق بين الوزارات في تنفيذ المشروعات الخدمية التي تهم المواطن وإنشاء بنك معلومات للبنية الأساسية وتعميم تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع وتشجيع بدائل الطاقة والتركيز على نوعية التعليم والتدريب. وفي ختام الندوة التي حضرها نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي، دار حوار ونقاشات بين الحضور والمشاركين في الندوة. .. ومشاركون ندوة «الدبلوماسية السعودية والمتغيرات الإقليمية والدولية» يشيدون بحكمة المملكة اليوم - الرياض أكد الدكتور خالد أبو بكر من (جمهورية مصر العربية) في ندوة «الدبلوماسية السعودية والمتغيرات الإقليمية والدولية» التي عقدت مساء أول من امس ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات وأدارها الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان، أن مبادئ الدبلوماسية السعودية التي تنسجم مع العقيدة الإسلامية واحترام الاتفاقيات والقوانين والأنظمة والمعاهدات الدولية وعدم الانحياز ضد مبادئ الإنسانية الدولية، جعلها قوة دبلوماسية تنبع من قوتها الثقافية والجغرافية والاقتصادية، جعلها تفرض احترامها كونها دولة محورية في المنطقة، موضحا في ذات الوقت احتلال المملكة مكانة عربية وإسلامية وعالمية بما تمتلكه من اماكن مقدسة وموقع جغرافي جعلها قبلة للمسلمين. من جهته تحدث الدكتور علي نور زادة من (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) عن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقوم على الاحترام المتبادل، مشيداً بحكمة الدبلوماسية السعودية في تعاملها مع الكثير من قضايا المنطقة. فيما الدكتور أسعد الشملان من (المملكة) تحدث عن واقع الدبلوماسية السعودية والمتغيرات في المنطقة التي تفرض تحركاً عاجلاً مع الكثير من قضايا المنطقة، مؤكدا على أن المملكة لها أهمية كبيرة لكونها دولة محورية في المنطقة ولمكانتها العربية والإسلامية. كما أشاد الدكتور صالح القلاب من (المملكة الأردنية الهاشمية) بمواقف المملكة العربية السعودية مع أشقائها العرب، وخاصة مع الأردن الذي يكن لها التقدير والاحترام، مؤكداً دور المملكة البارز تجاه مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة، وتطرق إلى الكثير من الجهود الدبلوماسية السعودية التي بذلت لخدمة القضية الفلسطينية ودعمها، مؤكداً حكمة الدبلوماسية السعودية ودورها في خدمة القضايا العربية والإسلامية.