في معركة بين شركات النفط التي تريد الزحف شمالا وتحالف مناهض لهذه الصناعة يتراوح انصاره بين بيئيين واساقفة تقف النرويج في مفترق الطرق قبالة جزر قطبية جميلة. من المتوقع ان تقرر الحكومة قبل ذكرى الميلاد اذا كانت ستسمح بعمليات تنقيب جديدة عن النفط والغاز قبالة جزر لوفوتن الجليدية الوعرة وأحد المقاصد السياحية التي تواجه تحديات بيئية في القارة القطبية الشمالية الهشة. قال ايلفيند رايتن رئيس شركة نورسك هايدرو ثاني منتج للنفط في النرويج بعد شتات اويل: نحن في حاجة الى مناطق جديدة. اعلنت هذه الصناعة انها ستقبل اكثر متطلبات حماية البيئة والامان صرامة في العالم. ولكن منظمات بيئية مثل الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية تقول: ان لوفوتن الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية (جنة طبيعية) تضم اضخم رصيد من سمك القد والرنجة في العالم واكبر حاجز مرجاني في المياه الباردة. كما ان الجزر موطن لطيور الدائرة القطبية. قال راسموس هانسون مدير الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية في النرويج: يريد الصندوق حماية البحار حول جزر لوفوتن. ويمثل هذا الخلاف نزاعا في الولاياتالمتحدة حول خطة الرئيس جورج بوش لفتح مساحات واسعة في الاسكا امام التنقيب عن النفط والغاز كما تخطط روسيا لمزيد من البحث عنهما في الدائرة القطبية الشمالية. وفي النرويج يوجد الخلاف مواجهة بين اكبر شركات النفط والغاز من ناحية والمصايد ومنظمات كبرى لحماية البيئة من جهة اخرى تتهم الوقود الاحفوري بزيادة درجة حرارة الارض. وتقول شركات النفط: انها تحتاج الى التنقيب باتجاه القطب الشمالي لان الاكتشافات في الجنوب التي جعلت النرويج احدى اكثر دول العالم ثراء بدت تنضب. وتقول الصناعة: ان النرويج تتميز بواحد من افضل السجلات في الامان الصناعي ولم يقع اي حادث كبير في قطاع التنقيب عن النفط والغاز خلال عقدين. ولكن انفجارا في 1977 ادى الى تدفق 12700 متر مكعب من الخام من حقل ايكوفيسك. وفي 1980 مات 123 عاملا عندما غرق فندق عائم لعمال النفط. ومن معارضى التنقيب القطبي اساقفة كنيسة النرويج اللوثرية ويقولون: ان التكنولوجيا الحالية تهدد باحتمالات حدوث مزيد من التسربات النفطية. من ناحية اخرى يتعين على حكومة النرويج المؤلفة من يسار الوسط ان تقرر قبل ذكرى الميلاد اذا كانت سترفع الحظر المفروض على التنقيب في الشمال ببحر بارنتس منذ 2001 حيث ينتظر ان يبدأ العمل في حقل شتات اويل الوحيد لاستخراج الغاز عام 2006. وتكهن راديو ان. ار. كيه. بالنرويج ان الحكومة ستوقف انشطة النفط والغاز قبالة لوفوتن وتسمح بها في الشمال البعيد. وفي البرلمان تفضل الاغلبية بقيادة المعارضة استئناف عمليات النفط والغاز في الدائرة القطبية الشمالية. وقالت صحيفة فيردنز جانج الواسعة الانتشار: انه يجب على الحكومة ان تعيد فتح المناطق الشمالية حتى تكتسب الشركات خبرة في مساعدة روسيا المجاورة في المستقبل. في مقال افتتاحي قالت الصحيفة: المخاطر البيئية قبالة لوفوتن وبحر بارنتس لا تزيد على المخاطر التي قبلناها لمدة 30 عاما في بحر الشمال. ويجادل بيئيون ان البرودة تبطيء تحلل النفط والحياة البرية القطبية جزءا من نظام بيئي هش. ويقولون: ان الاضرار التي لحقت بالنبات والحيوان من تدفق النفط من اكسون فالديز في 1989 بالاسكا تفاقمت بسبب البرودة.