في الوقت الذي كانت فيه شركة (شتات أويل) تنقب عن الغاز الطبيعي في منطقتها المبشرة للغاز (ايليدا) في البحر النرويجي, فوجئت بالعثور على النفط في بئر عمقها 1200 متر مما اثار شهية المحلليين للقول بان هنالك كشفا نفطيا مفاجئا قبالة ساحل النرويج يوصف بأنه اكبر كشف منذ عقد, الا انه قد يتحول الى مشكلة باهظة التكاليف لشركة شتات اويل النفطية العملاقة, فكيف لهذا الكشف بان يتحول لمشكلة؟ يقول المحللون ومنهم (هانز هنريك رام) مستشار الاستراتيجية البترولية والنائب السابق لوزير النفط النرويجي (حينما تعثر على نفط حيث من المفترض ان تجد الغاز فهناك مشكلة ويجب على الجميع ان يعودوا الى مكاتبهم ويعيدوا حساباتهم). وقال لارس ماريوس فورو المحلل في مؤسسة هاندلشبانكن من المبالغة دوما الحديث عن عصر ذهبي جديد.. ولكن لا شك انها انباء طيبة فالنفط على مثل هذا العمق في النرويج قد يصنع العجائب لقطاع الخدمات النفطية. وكان آخر اكتشاف نفطي كبير في الجرف القاري للنرويج هو حقل نورن عام 1991, وكانت كل الاكتشافات الكبرى منذ ذلك الحين من الغاز الطبيعي مما خيب الآمال في الاجل الطويل في ان تبقى النرويج ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وقال رام في العادة يكون العثور على النفط بدلا من الغاز ايذانا باكتشاف ثروة والمفارقة في مكمن ايليدا هي ان النفط قد لا يكون بالضرورة انباء طيبة واستشهد على ذلك بالطبيعة المعقدة لمكمن ايليدا. ويقع حقل ايليدا على بعد 60 كيلومترا شمالي حقل اورمين لانج للغاز التابع لشركة نورسك هيدرو والذي تملك فيه شتات اويل ايضا حصة مما يمهد الطريق الى تكاتف واسع للجهود في مجال البنية الاساسية. وقالت مصادر الصناعة ان شتات اويل لم تعثر بعد على ما بدأت التنقيب عنه في ايليدا الا وهو الغاز. ورفضت شتات اويل ان تذكر شيئا عن حقل ايليدا لكن بعض مصادر صناعة النفط قالت ان المكمن يتميز بانه منطقة واسعة ذات تضاريس معقدة مما يجعل من الصعب على شتات اويل استغلال النفط. وقال احد المصادر قد يتبين انه صعب للغاية, ولعل التكنولوجيا اللازمة لاستخراج نفط ولا وجود لها, ولو كان ايليدا يحوي الغاز فحسب لكان الامر سهلا. وكانت شتات اويل قالت انه على احسن الفروض فان ايليدا قد يحتوي على ما بين مائتي مليار متر مكعب من الغاز وثلاثمائة مليار. وقال احد المحللين لو كان ذلك نفطا بدلا من الغاز لكن امرا رائعا. وقدر احتياطيات النفط في ايليدا بما يتراوح من 1.5 مليار برميل 1.7 مليار من مكافىء النفط مما قد يجعله سابع اكبر كشف في التاريخ النفطي للنرويج. وقال جون اولايسن المحلل في مؤسسة كارنيجي بدون ايليدا او اكتشافات كبيرة اخرى فان العد التنازلي في الجرف القاري النرويجي اصبح قريبا في خلال نحو عامين الى ثلاثة اعوام. وتتطلع شركات النفط النرويجية الى الخارج اكثر فأكثر اذ ان مكامن النفط وصلت الى مرحلة النضج منذ بدأ الانتاج في السبعينات. وتنتج النرويج الآن ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط مما يجعلها ثالث اكبر مصدر في العالم بعد السعودية وروسيا. وحفرت شتات اويل اول بئر في ايليدا في حزيران باستخدام سفينة الحفر وست نافيجيتور التابعة لشركة شميدفيج. وقال كريستوفر هيتلاند المتحدث باسم شتات اويل يجب علينا ان ننظر الى ايليدا والمنطقة بمنظور جديد ومن السابق لاوانه معرفة ما سيكون لهذا الكشف من عواقب وآثار. وكانت انباء هذا الكشف في الثامن من اب الجاري قد رفعت اسعار اسهم شتات اويل. وقال المتحدث اننا نحفر على عمق اكبر نحو هدف ثانوي نزولا الى 4000 متر. وقدر انه سيمضي قبل معرفة هل سيمكن استغلال هذا الاكتشاف وهو ما يقتضي حفر مزيد من الآبار في المنطقة. ولشركات شتات اويل حصة 30 في المائة في الحقل المقابل لساحل النرويج, وتملك شل حصة 20 في المائة وبي بي 20 في المائة وشركة بيتورو والنرويجية المملوكة للدولة 20 في المئة وكونوكوفيليبس عشرة في المائة.