سيتم اختيار الرئيس الامريكي الجديد رسميا في 13 كانون الاول/ديسمبر على يد هيئة ناخبة مؤلفة من 538 من كبار الناخبين الذين انتخبهم بدورهم ناخبو كل الولاياتالامريكية والعاصمة الفدرالية واشنطن في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الموعد المحدد للانتخابات الامريكية، عبر نظام الاقتراع باللوائح. ولدى كل ولاية، بما فيها واشنطن، ثلاثة من كبار الناخبين على الاقل. ولدى الولايات الاكثر كثافة في عدد السكان عدد من كبار الناخبين يوازي وزنهم الديموغرافي في البلاد. وتتم مراجعة هذا التوزيع كل عشر سنوات من اجل اخذ النمو السكاني في الاعتبار. وعلى المرشح الى الرئاسة الامريكية الحصول على اصوات 270 ناخبا كبيرا للفوز. ومن الولايات التي تتمتع بعدد كبير من كبار الناخبين، كاليفورنيا (55) وهي موالية للديموقراطيين اجمالا، وتكساس (34) الجمهورية اجمالا، ونيويورك (31) الديموقراطية، وفلوريدا (27) التي يشتد فيها التنافس بين الحزبين. وتعكس الهيئة الناخبة من حيث المبدأ التصويت الشعبي دون ان يكون ذلك صحيحا دائما. ففي 48 ولاية من اصل خمسين، يحصل المرشح الذي يصل في الطليعة في عدد اصوات الناخبين، على كل مقاعد الناخبين الكبار الخاصة بالولاية. وتشذ ولاية نبراسكا (خمسة مقاعد) وماين (اربعة مقاعد) عن هذه القاعدة، اذ يتم توزيع بعض مقاعد كبار الناخبين، على الدوائر الانتخابية، والباقي بالنظام النسبي. وسيقرر سكان كولورادو في استفتاء مطروح عليهم في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر ما اذا كانوا سيوزعون مقاعد كبار ناخبيهم البالغ عددها تسعة بطريقة نسبية ام سيعطونها للمرشح الرئاسي الذي يحصل على الغالبية. ويتعهد الناخبون الكبار وهم بشكل عام ناشطون في الاحزاب السياسية بالتصويت لمرشح معين وهم ملزمون بذلك قانونا في عدد كبير من الولايات، الا ان هناك 21 ولاية اميركية لا توجد فيها قوانين ترغمهم على ذلك. ويجتمع كبار الناخبين في عاصمة كل ولاية في 13 كانون الاول/ديسمبر وينقلون تصويتهم في مغلفات مختومة الى الكونغرس في واشنطن حيث سيتم فرزها رسميا في السادس من كانون الثاني/يناير. ويدفع هذا النظام المرشحين الى البيت الابيض على تركيز حملاتهم الانتخابية في الولايات التي شهدت غالبية بسيطة في الانتخابات السابقة، على امل جذب كل كبار ناخبي هذه الولايات اليهم. ويقول المحلل السياسي توماس مان في هذا الاطار ان 60% من الناخبين المحتملين غير معنيين في الحملة الرئاسية، لانه لا يتم اخذهم بالاعتبار. وشهد تاريخ الولاياتالمتحدة اربع حالات اختار فيها الناخبون الكبار رئيسا لم يفز في التصويت الشعبي في الاعوام 1824 و1876 و1888 و2000 لدى فوز الرئيس الامريكي جورج بوش على منافسه الديموقراطي آنذاك آل غور. ولا يشارك مواطنو الاراضي الامريكية الخارجية التي لا تشكل ولايات (بورتو ريكو وغوام والجزر العذراء وساموا) في الانتخابات الرئاسية.