أعلم أنه ليس سوء الحظ الذي رماني في منطقة يكثر فيها شياطين الانس من هواة التفحيط والسرعة الجنونية حتى داخل الأحياء السكنية ، لأننا ببساطة كلنا في محافظتنا "الوادعة" مبتلون بأمثال أولئك! ، فلا أحد أفضل من أحد. إذا فنحن أمام مشكلة مجتمع بأسره لم نفلح حتى الساعة أن نجد لها حلا!. وليس ذلك فحسب ، بل الملاحظ أن المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم ، والسكوت عنها ليس له مبرر خصوصا وهو يصب في خانة اعانتها على الانتشار والابتكار ! . نعم ، ابتكار أساليب جديدة في قيادة السيارات بطرق بهلوانية ليس لها مردود إلا كثرة الحوادث القاتلة أو العاهات الدائمة . نحن هنا أمام أول مرحلة علاجية نظن أن الأولى أن يكون هناك قسوة لابد منها لردع جبروت النفوس المتمردة ، وليست القسوة المقصودة استعمال الضرب مثلا ، لا ، فالأمر يختلف باختلاف الأشخاص ، فشاب تربى في بيت طيب ، عند خطئه يكفيه التوبيخ، أما أمثال أولئك العتاة، فهم بالتأكيد معتادون على مثل ذلك وإلا فكيف يجرؤ أحدهم على سياقة السيارة بسرعة يعلم معها أنه قد تتقطع أوصاله ويتمزق لحمه فلا يبالي ! . هؤلاء أظن أن من أنسب الحلول الرادعة في حقهم أن تقوم - وزارة الداخلية مشكورة بإصدار تعميم على مراكز شرطتها في أنحاء المملكة ينص على أن من يمسك وهو يمارس تلك الهواية المجنونة أن يوقع ولي أمره على تعهد يقضي في حال رجوعه الى ممارسة الفعل نفسه أن تصادر سيارته . هذه العقوبة أظن أنها رادعة ليس فقط للشاب المتهور بل لولي أمره الذي أساء تربيته وأهمل رعايته . أما إعادة تأهيل الشاب ليصبح انسانا سويا فأمر أعتقد أنه منوط بهيئات أو مؤسسات إصلاحية جدير بنا أن نوجدها في كل منطقة ويشرف عليها أمراء المناطق الكرام ، على أن تضم تلك المراكز علماء شرع وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومربين, تقوم تلك المراكز بدراسة كل حالة محالة من مراكز الشرطة على حدة وتوجد لها حلولا عملية وتشرف على خطوات العلاج أولا بأول إلى أن تكتمل مراحلها . شبابنا وما نراه من انحرافات تفشت بينهم بحاجة ماسة إلى أن نأخذ بأيديهم الى طريق الرشاد ، وهم لاشك فيهم وخير يريدون من يبحث عنه بين جوانحهم.