المرور جزء من حركة الناس والاحتكاك بهم، ولايمكنك الرضا عنه، لأن الوجه المنظور منه عقاب ساهر، وهو معمول به في دول العالم، وأعرف أن هذا الجهاز الحساس لايمكنه أن يعمل بكامل طاقته، لأن أعداد التوظيف شحيحة مع معوقات فيها وزارة المالية رغم أن مداخيل الجبايات لساهر، والفحص الدوري والرخص واللوحات والمخالفات وغيرها تذهب للمالية، ولا أدري لماذا لا يطوّر بها هذا الجهاز المهم، لأن دخوله قادرة على أن تفي بمتطلباته من تأمين سيارات وأجهزة مراقبة، ووظائف إلى آخر القائمة.. هناك ازدحام في المواقف، وهناك فوضى الوقوف في المواقع المكتظة والأمر معقد وصعب مثل مراجعة الجوازات على سبيل المثال، وكذلك المحاكم وكتابات العدل، وقلب المدن وأمام الطوابير الكبيرة في ساعات الذروة، ولا أدري ماذا سيحدث لو حدث حريق كبير، أو اصطدمت سيارة وقود، كما جرى في طريق خريص، أو أي أمر آخر كيف ستصل إليه سيارات الإسعاف؟ ونحن نعرف أن في الشوارع أو الطرقات، ما اصطلح عليه بخط الطوارئ المخصص فقط لمثل هذه الأحداث، ولا أجده ضمن خططنا أو حتى في ذهن من يطورون أساليب وطرق المرور، ونظمه وقوانينه.. ساهر ضرورة وليس فرض أتاوات أو عقاب طالما لا يعرف المميز عن المجهول، ولا النجم عن المتفرج، وبالتالي فهو أحد الروادع للتهور في بلد لا يتم فيه الشاب سن الخامسة عشرة إلا ويملك سيارة، وهو الطائش الذي قد يقتل نفسه وغيره من خلال ما يعتقد أنه بطل بأن يُلفت نظر المارة بالسرعة الجنونية أو الحركات البهلوانية، أو التفحيط ومثله العمالة الأجنبية التي لا تحلم برؤية سيارات لبعض الأثرياء والميسورين لتتعامل معها بعقلية اللامبالي.. وقس على ذلك العديد من أصحاب السلوكيات التي لا تفهم أبجديات وأدبيات المرور.. المشكلة، وتحديداً في مدينة الرياض، أن المناطق المغطاة بساهر والمراقبة من مراكز القيادة والسيطرة، الكل يلتزم بالتعليمات، وإلا فالرادع حاضر، لكن تعال للبقية، وهي الأكثر والأعقد، وانظر في الأحياء والشوارع ذات التقاطعات وكيف ترى الحوادث المأساوية، حتى إن الفوضى أقرب للواقع، ومسألة السلامة معدومة لأنك لا تدري ولاتستطيع أن تقدر مصدر الخطر إذا فوجئت بعامل يدعمك وسيارتك بسيارة خارج الخدمة، وإذا لم تتضرر جسدياً، فالخسارة المادية كبيرة وحتى شركات التأمين تُدخلك في تعقيدات تجعلك تكفر بإجراءاتها، وهي التي مداخيل مكاسبها هائلة وكبيرة، ولكنها شركات لا تخضع لرقابة أو تنظيم وخاصة فيما يتعلق بحوادث المرور، عندما ترسلك إلى الورش لتقييم الحادث وتكلفته، والعودة للمرور لاستخراج ورقة إصلاح، وداخل مشاوير الرياض قد تمضي يومين في متابعة أمور لم يتسنّ لإدارة المرور تسهيلها مع شركات التأمين، والمقيّمين للورش ووضع لوائح أسوة بما هو دارج في العالم.. صحيح أن الزيادة في نمو الحركة لا تتناسب، وإمكانات المرور لكن ليس أمامنا إلا حلّ هذه المعضلة قبل أن يتزايد حصد الأرواح..