كثير من الناس من يعشق الليل والسهر والسمر برفقة الاحبة والاصدقاء وعشاق الليل تطيب لهم لمة الاهل والاقارب والاصدقاء ولكن امسيات وليالي شهر رمضان الكريم لها طعم اخر وعبق مميز اضافة للاجواء الروحانية والنفحات الرمضانية التي يختص بها الشهر الفضيل عن باقي اشهر السنة وبما ان ليالي رمضان طويلة يلوح سؤال.. اين يذهب عشاق الليل في شهر رمضان وكيف يقضين لياليه المباركة؟. التقينا ب(ام جواد) ربة منزل وهي لاتخرج من المنزل طوال شهر رمضان الا القليل جدا تقول: النهار قصير للغاية والاشغال كثيرة في هذا الشهر وانا احب الطبخ واحب تدليل افراد اسرتي والتفنن في عمل اطباق متنوعة ترضيهم وتسعدهم على مائدة الافطار وكذلك السحور وانا لا ابالغ ان قلت انني ادخل المطبخ من الساعة التاسعة صباحا حتى وقت الافطار و بعد الافطار حيث الراحة ومشاهدة المحطات الفضائية وما يعرض من برامج متنوعة ومسابقات التي احب المشاركة فيها لعلى وعسى الفوز والساعة 12 ابدأ في اعداد وجبه السحور ليستطيع اولادي تناوله مبكرا ليخلدوا للنوم من اجل المدرسة وهكذا يمضي يومي دون الخروج من المنزل والحمد لله ليالي رمضان اقضيها بصحبة عائلتي. اما الموظفة ايناس عبدالرؤوف تعمل في احد المستشفيات موظفة استقبال تقول: شهر رمضان الكريم هوبالنسبة لي ولغيري من الموظفات في هذه الوظيفة المتعبة كباقي اشهر السنة عدا تغيير بسيط في اوقات الدوام ولكن الروتين واحد فمن العمل الى البيت ومن البيت الى العمل والمشقة هنا وهناك وفي رمضان يكون الارهاق والتعب مضاعفا حيث بعد انتهاء الفترة الاولى من دوامي يبدأ دوامي في مطبخ منزلي واعداد الاطباق وغسل الصحون وبعد الافطار ما ان استريح حتى تدق الساعة للانطلاق الى العمل والفترة الثانية من دوامي. ليالي شهر رمضان الحبيبة على قلبي ولكن لا املك الخيار للاستمتاع بها. لا خروج وتشارك نهى حمود قريناتها في الرأي قائلة نعم في شهر رمضان لامجال للخروج من المنزل اطلاقا فنهارا في المطبخ وليلا الاستذكار للاطفال وبعدها وجبة السحور والنوم مبكرا وهناك الكثيرات مثلي ممن لا يخرجن من البيت على الاطلاق طوال رمضان ويفضلن البقاء للعبادة واكمال اشغال المنزل ومشاهدة محطات التلفزيون وهن راضيات بذلك حيث كثيرات منا نحن النساء لا نفضل الخروج في شهر رمضان ونفضل ان نقضي لياليه الجميلة في منازلنا حتى ان البعض منا يشتري ملابس العيد قبل شهر رمضان وكما هو معروف في هذا الشهر تكون الاسواق مكتظة بالناس. اطراف الحديث وعلى النقيض ترى فداء عادل محمد ان شهر رمضان هو مناسبة فضيلة لتجمعات الاهل والاصدقاء ويتبادلون اطراف الحديث ويتشاركون اللقمة يطرح الله فيها البركة كما تقول وفي هذا الشهر يحل السمر والسهر وسط اجواء مفعمة بالروحانية والتواصل ولانفوت ليلة من ليالي شهر رمضان دون ان تكون بصحبة الاهل والاصدقاء وكل واحدة منا تتباهى بطبقها الذي احضرته لتشارك به الجلسة فتكون جمعتنا عامرة بانواع شتى من اصناف الحلو والمعجنات عدا العصائر والشاي والقهوة العربية التي تنعشنا برائحتها الزكية بعد الصيام ونحن نحزن كثيرا حينما ينقضي شهر رمضان ونفتقد هذه الاجواء اللطيفة. ضجيج الاطفال والى جانبها اختها الصغرى روان عادل تتوجه الينا بالحديث قائلة: حينما تجتمع اخواتي الكبيرات والمتزوجات مع صديقاتهن والقريبات يكون المجلس عامرا ونبقى نحن الفتيات منفردات عنهن في الصالة للابتعاد عن ضجيج اطفالهن ولتكون لنا خصوصيتنا فحديثهن ينحصر عن الطبخ والاطفال وازواجهن وفلانه تزوجت وفلانه طلقت بينما نحن الفتيات نحب ان ننعم بالهدوء ومشاهدة المحطات الفضائية التي تعرض برامج متنوعة نسعد بها ويدور عنها السوالف اضافة الى تبادل الرسائل عبر الجوال بيننا نهنئ بالشهر الفضيل. الجمعة الحلوة وبالقرب منها صديقتها (مروة بهجت) تقول: هناك شيء ينقص علينا ليالي رمضان الجميلة وجمعتنا الحلوة وهي المذاكرة بالطبع ففي النهار لانملك الطاقة الكافية للمذاكرة بعد الرجوع من المدرسة وفي الليل بعد الافطار نضطر احيانا للبقاء في المنزل وعدم الخروج مع اهلنا من اجل المذاكرة وحل الواجبات. ليالي المقاهي في حين تعترف نرجس ماهر عبدالله ان ليالي شهر رمضان تعني لها دخان الشيشة والمعسل وتقول: اعتدنا ان نقضي ليالي شهر رمضان في المقاهي العائلية وشرب الشيشة والتي يكون لها طعم اخر في رمضان فما اجمل منظر تصاعد الدخان من الافواه وتلاشيه في الهواء وانا آتي كل سنة الى المقهى انا واهلي وهذا ليس حكرا على الرجال فقط حيث يتواجد فيها كل شيء الشيشة والتلفزيون والطعام والصحبة الطيبة وماذا افضل من ذلك لكن الايام الاخيرة من شهر رمضان نقضيها في الاسواق لشراء حاجيات العيد. محاضرات وندوات من جانب اخر تفضل ام عبدالعزيز قضاء ليالي شهر رمضان في الجمعيات الخيرية وحضور الندوات الدينية والتوعوية والخيمات الرمضانية والمشاركة في الاطباق الخيرية والتفرغ للعبادة وقراءة القرآن بدلامن الطلعات والجلسات التي ليس منها اي فائدة فنحن سنحاسب على الوقت الذي يهدر منا فما بالك في شهر رمضان الذي ينبغي ان تقضى لياليه العظيمة في العبادة والاستغفار.