عزيزي رئيس التحرير كان لقرار وزارة التربية والتعليم القاضي باستبعاد الحاصلين على دبلوم اللغة الانجليزية فيما بعد المرحلة الثانوية من مهنة التدريس لهذه المادة ابلغ الاثر في نفوس أولياء امور الطلبة الذين رأوا في اتخاذ هذه الخطوة انها جادة ورائدة من قبل الوزارة حيث ان ابناءنا في هذه المرحلة بحاجة الى معلمين ذوي خبرة واسعة ومهارات عالية في مجال التربية وتدريس هذه المادة وترسيخها في اذهان وعقول طلابنا وطالباتنا وتهيئتهم تمهيديا ونفسيا للمراحل التي تلي المرحلة الابتدائية.. ومما يثير الدهشة حقا خصوصا هذه الايام وعبر صفحات الجرائد اليومية تلك الكثرة الكاثرة من الذين ثارت ثائرتهم وصبوا جام غضبهم على هذا القرار ورأوا فيه ظلما وتعسفا بحقوقهم لاسيما انهم دفعوا مبالغ باهظة كما يقولون جراء وعودهم بالتوظيف في سلك المعلمين بعد سنتين من الدراسة الا انه خاب أملهم عندما فوجئو باقصائهم بعد التخرج واحلال معلمين يحملون مؤهلات جامعية وقد حصلوا على دبلوم اللغة الانجليزية ما بعد البكالوريوس وهم بالطبع اولى من غيرهم في التعيين فضلا عن ان الوزارة قد تعاقدت مع معلمين متعاقدين من جنسيات اخرى.. ومع تقديرنا وتعاطفنا لهؤلاء الذين بذلوا جهدا رائعا في سبيل الحصول على هذه الوظيفة التعليمية الا اننا لانعتقد ان وزارة التربية والتعليم قطعت على نفسها عهودا بتعيين هؤلاء بعد تخرجهم اضافة الى السواد الاعظم من هؤلاء الشباب لم تكن عندهم رغبة اكيدة وصادقة في تدريس هذه المادة وقد لجأوا لدراسة الدبلوم لضرورة الحصول على وظيفة وراتب شهري فقط علما ان بعض الملتحقين بدراسة الدبلوم قد انقطع عن الدراسة بعد المرحلة الثانوية فترة طويلة وقد تبخرت معلوماته وذهبت ادراج الرياح حيث امتهن بعضهم اعمالا حرة في بيع الخضار او صيانة المركبات او تخليص المعاملات في الدوائر الحكومية وما شابه ذلك.. وبناء عليه فقرار الوزارة لم يكن عبثيا انما جاء عن دراسة متأنية وحكيمة في ان هؤلاء الشباب وان حصلوا على دبلوم تدريس هذه المادة فهم غير مؤهلين تربويا واكاديميا لتدريس فلذات اكبادنا في هذه السن الحرجة وهم مقبلون على تعليم لغة اجنبية ينبغي ان تدرس بطرق واساليب تربوية مشوقة ومحفزة للطالب وتحتاج للمزيد من الخبرات والمسارات التي توصل المعلومة الى ذهنية وعقلية الطالب من خلال وسائل جذابة ومحببة للنفس.. فكان قرار الوزارة صائبا في استبعاد هؤلاء لضمان تجربة ناجحة بكل المقاييس.. اما مايثار حول افضلية سعودة هذه التجربة بشباب سعودي عاطل عن العمل.. فهذا صحيح ولا يختلف عليه اثنان ولكن لاينبغي ان يكون ذلك على حساب الطلاب اذ اننا بحاجة الى شباب مؤهل تأهيلا علميا وتربويا ونحن مع الكيف وليس الكم وفي هذا خير لأبنائنا إن شاء الله تعالى. @ علي عبدالمحسن السويق الاحساء