بهدوء ودعنا الشاعر المبدع محمد حسن فقي حيث رحل الى دار الخلود عند رب غفور سيشمله بعفوه ومنه وكرمه ان شاء الله.. اقول: رحل هذا الشاعر المبدع بهدوء رغم كل الثروة الكبيرة التي تركها خلفه وهي ليست ثروة المال.. ولكنها ثروة الفكر والخيال المجنح وأعني بها دواوينه الشعرية.. وآلاف القصائد التي تمثل فعلا قمة الابداع خيالا وجرسا ومعاني ترتقي الى مراتب الحكم لرصانتها وقوتها.. واذكر.. قبل سنوات حين جلست الى هذا الشاعر المبدع في جدة وأهداني عددا من دواوينه.. كتبت عنه.. تحت عنوان (أي شاعر أنت)!؟ وقلت عنه.. اذا سألوني من شاعر الحكمة؟.. قلت انه الفقي.. واذا سألوني عن شاعر الخيال الخصب قلت انه الفقي.. واذا سألوني عن شاعر مرهف الاحاسيس ويدغدغ مواطن الجمال فينا قلت انه الفقي.. واذا سألوني عن شاعر القصيدة التي تحاكي رباعيات الخيام ومعلقات شعراء الجزالة وفحول الشعر قلت انه الفقي.. واذا سألوني عن الشاعر الذي لا تمل قصيده.. سلاسة ورقة وعذوبة قلت انه الفقي. وبتواضع الكبار.. اتصل بي.. وقال لي ما قلته عني اعجز عن ايفائه.. فما أنا الا شاعر أحسنت الظن بي ولا ازيد.. وبعدها مضيت اليه وقلت له.. انني أمام قامتك الشعرية اتمنى دوما أن استزيد من جزالة قصائدك ورقة احاسيسك واحسب انني أمام "متنبي" جديد في عصر لم يبق فيه مبدعون غير قليل وابتسم بكل تواضع.. وقال.. هذا هو رصيدي سأتركه للأجيال وأزمان السنين.. وكنت احرص دوما على أن القاه في جدة كلما سنحت لي فرصة.. وشاءت ارادة الله أن يرحل.. دون أن أودعه. واحسب انه لم يمت.. وقد ترك لنا هذه الثروة الكبيرة من قصيد لا يموت.. والف تحية.. للأمير الانسان صاحب اللمسات المبدعة الامير سلمان بن عبدالعزيز.. الذي أمر بأن يطلق اسم هذا الشاعر على أحد الشوارع الكبيرة في مدينة الرياض. رحم الله الفقي.. والمبدعون يظلون في ذاكرة الزمان وعجلة السنين.. منارات اشعاع لا تنطفئ.. وفقيدنا واحد منهم.. عليه شآبيب الرحمة.. والعزاء لنا جميعا بفقده.