بعد ان أظهر الاقتصاد المصري دلائل على انتعاشه بخطى جادة وارتفاع عائدات السياحة الى مستويات قياسية جاءت الانفجارات التي وقعت في سيناء لتمثل انتكاسة مزعجة للسياحة في مصر. ولكن اذا تبين كما يقول اقتصاديون ان الهجمات الثلاث التي وقعت في طابا على الحدود مع اسرائيل وفي منتجعين آخرين الى الجنوب انها عملية فردية لم تستهدف سوى الاسرائيليين فان التأثير قد يكون محدودا وربما تنتعش صناعة السياحة في مصر قريبا. وسارع المسؤولون المصريون الى احتواء الاضرار النفسية على السياحة بالتأكيد على العامل الاسرائيلي وتصوير الهجمات على انها من نتاج الصراع في غزة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال عدة محللين: انهم يتفقون مع هذا الرأي. وقال وزير السياحة المصري احمد المغربي: ان الحادث كان موجها الى مجموعة معينة من السياح وان سوق السياحة التي ارسلت تلك المجموعة ستتأثر بالطبع ولكن من الصعب الحكم على الاسواق الاخرى. ووصف مسؤول كبير الحادث بأنه حادث موجه وانه من المتوقع الا يكون له تأثير على صناعة السياحة ككل. وتعد طابا والساحل الممتد الى الجنوب منها مباشرة في الاغلب من مناطق الجذب لسوق السياحة الاسرائيلية الذي يمثل نسبة صغيرة من الصناعة ككل. وحينما يتعلق الامر بأعداد السياح فان السياحة تعتمد بصفة اساسية على القادمين من الدول الاوروبية الكبيرة. وقال مديرو الفنادق في القاهرة انه ليس هناك رد فعل من فزع تجاه الهجمات وانه لم يحدث اي رحيل مفاجيء للسائحين او الغاء لعمليات الحجز. وربطت وزارة الداخلية المصرية الهجمات على وجه التحديد بالاحداث الاخيرة في الاراضي الفلسطينية. ولكن اوجه المقارنة التي دارت بأذهان الكثيرين كانت بين الحادث وبين المجزرة البشعة التي تعرض لها سياح معظمهم اوروبيون في احد المعابد الفرعونية بمدينة الاقصر الجنوبية عام 1997. وكان اعضاء من حركة اسلامية محلية قتلوا 58 سائحا في الاقصر بعد ان عقدوا العزم على تخريب الاقتصاد عن طريق اضعاف الحكومة. واستغرق الامر عدة سنوات قبل ان تتمكن صناعة السياحة المصرية من النهوض مجددا من هذه الصدمة. كما تأثرت السياحة المصرية بعوامل اخرى يشهدها الشرق الاوسط مثل الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ اربع سنوات على الاحتلال الاسرائيلي والغزو الامريكي للعراق العام الماضي. لكن الصناعة اظهرت قدرة كبيرة على المرونة تجاه العنف السياسي في السنوات الاخيرة وسجل عدد الزائرين لمصر في عام 2004/2003 رقما قياسيا بلغ 5ر7 مليون سائح ضخوا عملة اجنبية بقيمة 8ر5 مليار دولار. وتعتمد الحكومة على هذه المبالغ للابقاء على فائض حساب المعاملات الجارية وحماية قيمة الجنية المصري وهى اهداف تخفف من حمل تنفيذ التغييرات الهيكلية التي تعهدت بها حكومة اصلاحية جديدة. وقال اقتصاديون ورجال اعمال انه لحسن الحظ فان تفجيرات سيناء لن يكون لها على الارجح نفس تأثير حادثة الاقصر عام 1997 على طموحات الاصلاح عند الحكومة. وقال وكيل سفريات بالقاهرة انه لا يعتقد ان التأثير سيكون كبيرا لان الضحايا اسرائيليون. وقال ان: الامر يتعلق اولا بالاسرائيليين وثانيا فان الاسرائيليين فقط هم الذين يتوجهون الى طابا. انها الحدود مع اسرائيل ومصر. هذا لم يحدث في شرم الشيخ او الاقصر او اسوان، وهي اشارة الى الاماكن السياحية الاخرى التي تجذب الكثير من السياح. وقال مايكل لوفير الخبير في شؤون الاقتصاد المصري ببنك اليونان الوطني: انه يعتقد ان التأثير على السياحة سيزول خلال اشهر وسيكون محدودا بشكل عام لأن الفترة التي تسبق اعياد الميلاد تكون عادة فترة تراجع الموسم السياحي. واضاف: اعتقد انه كان موجها الى السياح الاسرائيليين. وهذا يجعل الامر مختلفا بدرجة كبيرة وعليه فان التأثير سيكون محدودا. واستشهد بالتفجيرات التي شهدتها مدينة الدار البيضاء المغربية العام الماضي والتي لم يكن لها سوى تأثير لفترة قصير جدا على السياحة والاقتصاد المغربي بوجه عام. وفي برلين نصحت وزارة الخارجية الالمانية السياح بعدم التوجه الى شبه جزيرة سيناء في اعقاب التفجيرات ولكنها امتنعت عن اصدار تحذير رسمي من السفر الى هناك وهو ما كان سيسمح للسياح الذين الغوا رحلات الى المنطقة باسترداد نقودهم.