لم يكن يتوقع الجمهور من عنوان محاضرة نادي الطائف الأدبي أن تقدم بالصورة التي ظهرت بها حيث كانت عبارة عن رسائل قصيرة بشواهد مختلفة حول فكرة المحاضرة ليترك للجمهور تفاعلاته العديدة التي أيدت الحاضر. يقدم الدكتور محمد قارئ رئيس لجنة التنشيط السياحي المحاضرة بتعريف عن ضيف النادي ثم يطرح تساؤلا عن عنوان المحاضرة هل المؤسسة بالكسر أم بالفتح ليترك للمحاضر البدء. يبدأ الدكتور محمد ربيع الغامدي الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز محاضرته قائلا: العنوان يتناول الحكاية المؤسِسة للمفاهيم والرؤى التراثية لنشأة بعض العلوم فتتواجد الحكاية قصدا عند ظهور مبدأ جديد أو علم من العلوم فلماذا الحكاية بالتحديد تسقط في هذا الوقت هل تمارس علينا سلطة سردية؟ أم أنها تجعلنا نسلم رغما بما تحمله ومن الأمثلة على ذلك ما سوف نستعرضه في بعض الشواهد: قصة أبي الأسود الدؤلي مع ابنته حين قالت له: ما أجمل السماء برفع اجمل فرد عليها أبو الأسود بقوله نجومها فقالت لم أسأل وإنما أتعجب فقرر بعدها أبو الأسود اقامة علم يضبط الفرق بين الأساليب الكلامية. قصة نشأة علم العروض وما روي عن الخليل عندما سمع أصوات طرق حدادي النحاس وما تفتق عنه تفكيره في ظهور علم العروض. قصة حكاية كرم حاتم الطائي عندما نحر فرسه لضيوفه والتي اصبح بعدها مثالا في الكرم العربي الذي لا يضاهيه أحد. قصة الشاعر ابن هرمه عندما حضر عن المدح ببعض المواضيع فتمكن هو وحده من الخوض في هذا الفن فتفرد عمن سواه من الشعراء. من ذلك نجد كل علم نشأ مدعما بظهور حكاية مؤسسة الهدف منها تغييب العقل الواعي للمتلقي المثقف الذي يعتمد على أخذ مصادر ثقافته للحكم على الأمور من مصدرين هما المعرفة التي يجنيها المثقف من الكتب والمراجع والعلوم التي يمر بها ثم المصدرالثاني وهو ما يكتسبه المثقف من مهارة الحوارالفلسفي والتفكير المتمرد وهو الذي يملكه قليل من المثقفين لنجدهم يتغلبون على ما يسمى بقلق المفاهيم ومن هذه المفاهيم الحكاية المؤسسة فنجد أصحاب المصدر الأول للمثقف لايستطيعون التغلب عليه بعدها يختم المحاضرة ويترك للجمهور التداخل. المداخلات المداخلات كانت مثرية للموضوع الذي فجر عند الجمهور أمثلة أخرى وتساؤلات عدة فتقدم الدكتور عالي القرشي فقال المحاضرة تقلب مفاهيم عدة لظهور الحكاية في الأمثال فلكل مثل قصة وقصة الإقواء عند النابغة ليجعل القضية تعمم على كل ما يصادفنا من حكاية لتصل بنا الى قلب الكثير من الحقائق المسلمة يرد الدكتور محمد ربيع بقوله : نعم سوف تسهم الحكاية في قلب الكثير من المفاهيم كونها غيبت الوعي في فترة من الفترات. الأستاذ حسين با فقيه رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة أورد أمثلة أخرى لحكاية نشأة العلوم كتفاحة نيوتن وقال الذي حجب اسباب ظهور النحو هو الخلاف الايديولوجي بين المذاهب فكل منهما ينسب ظهور النحو لنفسه مما أوجد حكاية مؤسسة في هذا الشأن ليكون السؤال هل يجب لظهور علم وجود أبوية من خلال الحكاية. د. عايض الزهراني هل أجبر العلماء على تثبيت علومهم بالحكاية المؤسسة؟ * يرد الدكتور ربيع على بافقيه وكذلك الدكتور عائض الزهراني الأدلجة التي تملي الحكاية لا تهمنا بل المهم الحكاية وما ترمي إليه النقد الثقافي كما يقول الغذامي يبعد الأبوية التي تفرضها الحكاية لأي نص فتناولنا لمثل هذه الأبوية لا يفرض علينا حتما نصا استثنائيا. * الدكتور جريدي المنصوري أورد وجود قصة لبعض الأبيات الشعرية فلماذا سكت العلماء عن رفض الحكاية إلى هذا الوقت. * يرد المحاضر الحكاية تقدم معرفة ليس من خلال سلطتها بل من خلال شروط تأويل صاحبها * د. عايض الثبيتي: هل الحكاية تفرض معرفة من نوع خاص * يرد ربيع لست معنيا بحصر الحكاية ولا استقصائها ولكن بحثنا يطرح منطقية ويقينية الأخذ بها على أنها أساس معرفي للأشياء. * د. محمود عمار الخوف يظهر من شمول الحكاية المؤسسة للكثيرمن العلوم الشرعية * القاص عقيلي الغامدي قال: نشكر للمحاضر هذا التعمق في البحث عما لا يتناسب مع المنطق ولكن السؤال فكيف نخرج أسباب النزول بالقرآن الكريم والحديث الشريف من هذا المبحث. * يرد ربيع على عقيلي و د. عمار بقوله المسلمات الشرعية كان لها علم بحث الجرح والتعديل للتثبت من صحة المتن والرواة فليست مثار نقاش عندنا وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ علمنا الشرعي. * د. عاطف بهجا لدى المحاضر منهج تأويل موفق للحكاية لنقول النحو تشكل قبل الحكاية التي وردت. * يرد د. ربيع نعم التأويل عندي على الحكاية نفسها وليس على العلم الذي أسست لظهوره. * الناقد علي الشدوي امتدح الورقة التي كانت عبارة عن كبسولات مضغوطة تثير أسئلة ولا تقدم إجابات كنموذج ناجح ومفيد للمتلقي ثم قال الحكاية ملازمة لنشأة الكون فنجد قصة آدم ونزوله إلى الأرض وقصة النحو تتماثل مع تلك القصة بما فيها من أساليب دهشة وتعجب واستفهام، لكن هل يستطيع عالم من العلماء تكوين علم من العلوم كلما أراد ذلك ؟ * يرد الدكتور بقوله الحكاية كانت شرر البداية لنشأة وإيجاد البدايات فنقف أمامها مكتوفي الأيدي بحالة تغييب للعقل أو تخرج لدينا وقفات تعمق أمام حكايات كثيرة بصرف النظر عن العلم الذي ربما أثبت وجوده بدون وجود تلك القصة. رد الدكتور كان ختاما لمحاضرته التي أعلن اكتمالها بمداخلات جمهور تفاعلي أضاف للمحاضرة ما عجزت- حسب زعمه- على توصيله